responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 85

يخالف بضد ذلك‌ [1] و من أمثلته على ذلك قول الشاعر:

أموت إذا ما صد عني بوجهه‌

و يفرح قلبي حين يرجع للوصل‌

و قد علّق قدامة على البيت بقوله: «فجعل ضد الموت فرح القلب، و ضد الصد بوجهه الوصل، و هذه مقابلة قبيحة، و لو قال:

أموت إذا ما صدّ عني بوجهه‌

و أحيا إذا مل الصدود و أقبلا

فجعل جزاء الموت الحياة، و جزاء الصد بالوجه الإقبال لكان مصيبا» [2].

و جاء أبو هلال العسكري بعد قدامة فعرف المقابلة بقوله: «هي إيراد الكلام ثم مقابلته بمثله في المعنى و اللفظ على وجه الموافقة أو المخالفة، نحو قوله تعالى: وَ مَكَرُوا مَكْراً وَ مَكَرْنا مَكْراً، فالمكر من اللّه تعالى العذاب، جعله اللّه عز و جل مقابلة لمكرهم بأنبيائه و أهل طاعته» [3].

و عرّف ابن رشيق القيرواني المقابلة بقوله: «هي ترتيب الكلام على ما يجب، فيعطى أول الكلام ما يليق به أولا و آخره ما يليق به آخرا، و يؤتي في الموافق بما يوافقه، و في المخالف بما يخالفه. و أكثر ما تجي‌ء المقابلة في الأضداد، فإذا جاوز الطباق ضدين كان مقابلة، مثال ذلك ما أنشده قدامة لبعض الشعراء، و هو:

فيا عجبا كيف اتفقنا فناصح‌

و في و مطويّ على الغلّ غادر


[1] نقد الشعر ص 95.

[2] نقد النثر ص 85.

[3] كتاب الصناعتين ص 337.

اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست