اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 83
العظيمة قدر على أن يرزق بغير حساب من شاء من عباده. و هذه مبالغة
التكميل المشحونة بقدرة اللّه. فهنا اجتمعت المطابقة الحقيقية و مبالغة التكميل.
و مثله قول امرىء القيس:
مكر مفر مقبل مدبر معا
كجلمود صخر حطه السيل من عل
فالمطابقة في الإقبال و الإدبار، و لكنه لما قال «معا» زادها تكميلا، فإن المراد بها قرب الحركة و سرعتها في حالتي الإقبال
و الإدبار، و حالة الكر و الفر. فلو ترك المطابقة مجردة من هذا التكميل ما حصل لها
هذه البهجة و لا هذا الوقع الحسن في النفس.
ثم إنه استطرد بعد تمام المطابقة و كمال التكميل إلى التشبيه على
سبيل الاستطراد[1]البديعي،
و بهذا اشتمل بيت امرىء القيس على المطابقة و التكميل و الاستطراد.
و ممن كسا المطابقة ديباجة التورية أبو الطيب المتنبي حيث قال:
[1]الاستطراد البديعي أن يكون الشاعر في غرض من
أغراض الشعر فيوهم أنه مستمر فيه ثم يخرج منه إلى غيره لمناسبة بينهما، على أن
يكون المستطرد به آخر الكلام.
[2]هو شبيب الخارجي، خرج على كافور و قصد دمشق و
حاصرها و قتل على حصارها. كان من قيس و بين قيس و اليمن عداوات و حروب قديمة، و
السيف الجيد ينسب إلى اليمن فيقال له «يماني»،و مراد المتنبي هنا أن شبيبا لما قتل و فارق السيف كفه، فكأن الناس
قالوا لسيفه أنت يماني و صاحبك قيسي و لهذا جانبه السيف و فارقه. انظر المثل
السائر ص 258.
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 83