اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 7
نشأة البديع و تطوره
البديع كما يقول الخطيب القزويني محمد بن عبد الرحمن في كتابه «التلخيص» هو «علميعرف به وجوه تحسين الكلام بعد
رعاية المطابقة و وضوح الدلالة». و يعرفه ابن خلدون بأنه «هوالنظر في تزيين الكلام و تحسينه بنوع من التنميق: إما بسجع يفصله، أو
تجنيس يشابه بين ألفاظه، أو ترصيع يقطع أوزانه، أو تورية عن المعنى المقصود بإيهام
معنى أخفى منه، لاشتراك اللفظ بينهما، أو طباق بالتقابل بين الأضداد و أمثال ذلك»[1].
و قبل التعرض لمباحث هذا العلم بالشرح و الاستيفاء يجدر بنا أن نؤرخ
له فنتتبع نشأته و تطوره، لأن ذلك من شأنه أن يعطي صورة واضحة عن أبعاد هذا العلم،
و أن يعين على تفهم مباحثه و تذوقها. و مهما اختلفت آراء الأدباء و النقاد في جدوى
هذا العلم و قيمته فإن دراسته لازمة لطلاب البلاغة العربية و نقاد الأدب العربي
طالما أن الظواهر البديعية تأتي عفوا أو تكلفا على ألسنة الشعراء و الأدباء كعنصر
من عناصر فن القول.