responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 159

للسبي ما نكحوا و القتل ما ولدوا

و النهب ما جمعوا و النار ما زرعوا

فالمتنبي هنا جمع الروم ممثلين في نسائهم و أولادهم و أموالهم و زرعهم تحت حكم واحد هو الشقاء، ثم قسم ذلك الحكم إلى سبي و قتل و نهب و إحراق، و أرجع إلى كل قسم من هذه الأقسام ما يلائمه و يناسبه، فأرجع للسبي ما نكحوا، و للقتل ما ولدوا، و للنهب ما جمعوا، و للنار ما زرعوا، أي إتلاف مزارعهم بالإحراق.

و مع أن الصلبان و البيع تشترك بالعطف مع الروم في الحكم عليها بالشقاء إلا أن التقسيم خصّ بالروم و قصر عليهم وحدهم.

و الثاني: هو التقسيم ثم الجمع، أو بعبارة أخرى هو تقديم التقسيم و تأخير الجمع في الحكم عليه. و من أمثلته قول حسان بن ثابت:

قوم إذا حاربوا ضروا عدوهمو

أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

سجية تلك منهم غير محدثة

إن الخلائق فاعلم شرّها البدع‌

قسم الشاعر في البيت الأول صفة الممدوحين إلى ضر الأعداء في الحرب و نفع الأشياع و الأولياء، ثم عاد فجمعها في البيت الثاني حيث قال: «سجية تلك».

و النوع الأول هنا كما يبدو أحسن و أوقع في القلوب من الثاني، و عليه مشى أصحاب البديعيات.


-

إن زرت «خرشنة» أسيرا

فلكم أحطت بها مغيرا

و لقد رأيت النار تن

تهب المنازل و القصورا

و لئن لقيت الحزن في

ك فقد لقيت بك السرورا

[1] البدع: جمع بدعة، و هي الحدث في الدين بعد الكمال، و المراد بها هنا محدثات الأخلاق.

اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست