اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 104
و أوائله؟. فالإغراق في تشبيه طيب رائحة فم امرأة عند تغير الأفواه
بعد النوم بالرائحة الناشئة من اختلاط رائحة الخمر المشوبة بالماء النقي برائحة
الخزامى و البخور- أمر غير مستحيل عقلا لكنه ممتنع عادة.
و من الإغراق في الوصف أيضا بغير أداة تقريب قول الشاعر:
قد سمعتم أنينه من بعيد
فاطلبوا الشخص حيث كان الأنين
فوصف الشخص بأنه لا يرى لشدة نحوله إلا بأنين أو تأوه إغراق في الوصف
ممتنع عادة، لكنه غير مستحيل عقلا.
و نظير هذا المعنى قول ابن حجة الحموي:
و قد تجاوز جسمي حد كل ضنى
و ها أنا اليوم في الأوهام تخييل
و نظيره أيضا قول شرف الدين عمر بن الفارض:
كأني هلال الشك لو لا تأوهي
خفيت فلم تهد العيون لرؤيتي
و منه قول صفي الدين الحلي في وصف معترك:
في معرك لا تثير الخيل عثيره
مما تروى المواضي تربه بدم
فوصف المكان الذي يعترك فيه الفرسان بأن الخيل التي تحملهم و تعدو
بهم هنا و هناك لا تثير غبارا فوقها لكثرة ما ارتوى به تراب المعترك من الدماء
التي أراقتها السيوف المواضي- أقول هذا الوصف فيه إغراق شديد، إذ لم تجر العادة أن
ترتوي أرض معركة بالدم إلى هذا الحد، لكنه أمر غير مستحيل عقلا.
اسم الکتاب : علم البديع المؤلف : عبد العزيز عتيق الجزء : 1 صفحة : 104