اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 376
فعلا على غير لفظ الظاهر؛ كأنك قلت:" لقيت زيدا أو جزت
زيدا". فإذا قلت:" زيدا ضربته"، أضمرت فعلا من لفظه، كأنك
قلت:" ضربت زيدا ضربته"، فيكون الظاهر دالا على مثل لفظه و معناه، و في
الوجه الأول يكون الظاهر دالا على مثل معناه دون لفظه، و ما اجتمع فيه اللفظ و
المعنى كان أقوى في الدلالة، و مثل الوجه الأول:" زيد لقيت أخاه"؛ لأنك
لو نصبته لأضمرت فعلا على خلاف لفظ الظاهر، كأنك قلت:" لا بست زيدا لقيت
أخاه" و كل ما دل على المعنى و اللفظ كان أقوى في النصب.
قال: (و إن شئت قلت:" زيدا
مررت به"، تريد أن تفسّر به مضمرا، كأنك قلت إذا مثّلت ذلك" جعلت زيدا
على طريقي مررت به").
و" جعلت زيدا على طريقي"
بمنزلة إضمار" جزت"، و لكنه لا يظهر هذا الفعل الأول؛ لما ذكرت لك.
يعني: الفعل المضمر لا يظهر مع التفسير.
قال: (و إذا قلت:" زيد لقيت
أخاه"، فهو كذلك، و إن شئت نصبت؛ لأنه إذا وقع على شيء من سببه فكأنه قد وقع
به).
يعني:" زيدا لقيت أخاه"
لما نصبت الأخ جاز أن تضمر فعلا ينصبه لأن وقوع الفعل بسببه كوقوعه بضميره.
قال: (و الدليل على ذلك أن الرجل
يقول:" أهنت زيدا بإهانتك أخاه، و أكرمته بإكرامك أخاه، و هذا النحو كثير في
الكلام، يقول الرجل:" إنما أعطيت زيدا" و إنما يريد لمكان زيد أعطيت
فلانا، و إذا نصبت" زيدا لقيت أخاه"، فكأنه قال: لا بست زيدا لقيت أخاه،
و هذا تمثيل و لا يتكلم به، فجرى هذا على ما جرى عليه قولك:
" أكرمت زيدا"، و إنما وصلت الإكرام إلى غيره).
يعني: أن نصب" زيد"
بوقوع الفعل على سببه بمنزلة" أكرمت زيدا"، و إن كان الإكرام وصل إلى
غيره بسببه.
(و الرفع في هذا أحسن و أجود؛ لأن أقرب إلى ذلك أن تقول:" مررت
بزيد"، و" لقيت أخا عمرو").
يعني: أن الرفع في" زيد"
في" زيد مررت به"، و" عمرو لقيت أخاه"، أجود؛ لأنك لو أردت
إعمال الفعل، لأعملت هذا الظاهر في" زيد" فقلت:" مررت بزيد"
و" لقيت أخاه".
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید الجزء : 1 صفحة : 376