responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 277

و قد ذكرنا ذلك.

و أما قوله:" سمّيته بفلان كما تقول: عرّفته بهذه العلامة"، فإن" عرّفته" على ضربين: فإن أردت شهرته حتى عرف به، فإنه يجري مجرى التسمية؛ لأنك إذا شهرته بشي‌ء فعرف به فهو بمنزلة تسميتك له بالاسم الذي يعرف به.

و الوجه الآخر: أن يكون" عرّفته" بمعنى أعلمته أمرا كان يجهله، و تقول في الوجه الأول:" عرّفت أخاك بزيد"، كما تقول:" عرّفت أخاك بالعمامة السّوداء" إذا جعلتها علامة له يعرفه غيره بها. و تقول على الوجه الثاني" عرّفت أخاك زيدا". إذا أعلمته إياه، و لم يكن عارفا به من قبل، و هذا من القسم الأول؛ لأن الأصل:" عرف أخوك زيدا"، كما تقول:" أخذ زيدا"، كما تقول:" أخذ زيد درهما"، و قولك:" عرّفت أخاك بزيد" و إن جرى مجرى:" سمّيت أخاك بزيد" فلا يجوز حذف حرف الجرّ منه، كما جاز في" سمّيت": لئلا يلتبس بالوجه الآخر من وجهي" عرّفت" و ليس" لسمّيت" إلا طريقة واحدة.

قال سيبويه:" و مثل ذلك قول المتلمس"

آليت حبّ العراق الدّهر أطعمه‌

و الحبّ يأكله في القرية السّوس‌ [1]

يريد: على حب العراق. و إنما هذا شاهد لجواز حذف حرف الجرّ، لا للذي يتضمنه الباب من تعدّى الفعل إلى مفعولين، و هو متصل بقوله:" فلما حذفوا حرف الجر عمل الفعل"، كما عمل" آليت" في" حبّ" لما حذفت" على". و قال بعض النحويين:

" الحبّ منصوب بإضمار فعل كأنه قال: آليت أطعم حبّ العراق الدهر أطعمه، و معناه:

لا أطعم حبّ العراق لا أطعمه؛ لأن" آليت" بمعنى حلفت، و جواب اليمين إذا كان فعلا منفيّا، جاز حذف النفي، كما قال تعالى: تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ‌ [2] يريد: و اللّه لا تفتأ تذكر يوسف.

و قال سيبويه مستشهدا لجواز حذف حرف الجر:" كما قال نبّئت زيدا يريد: عن‌


[1] البيت للمتلمس جرير بن عبد المسيح الضبعي في ديوانه 180، و سيبويه 1/ 17، و الخزانة 3/ 75.

[2] سورة يوسف، آية: 85.

اسم الکتاب : شرح كتاب سيبويه المؤلف : السيرافي، ابو سعید    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست