responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح شواهد المغني المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 9

[مقدمة]

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‌ (ربّ يسّر و أعن)

الحمد للّه الذي فتق ألسن العرب العاربة بالفصاحة فكانت تجري بذلك و لا تجارى، و منحهم الافهام القويمة التي فضلوا بها على من سواهم من اليهود و المجوس و النصارى، و فتح أذهانهم لاستخراج المعاني الدقيقة فلم تكن تخفى عليهم و لا تتوارى، و تمم فخرهم بأن أرسل منهم نبيا، و أنزل عليه كتابا عربيا لا تدانيه الكتب مقدارا. فقمع بسيفه الملحدين، و شرع لأتباعه حدود الدين، و رفع له منارا، صلّى اللّه و سلم عليه و على آله أقرباء و أصهارا، و أصحابه مهاجرا و أنصارا.

و بعد:

فإن لنا حاشية على مغنى اللبيب لابن هشام مسماة بالفتح القريب، أودعتها من الفوائد و الفرائد، و الغرائب و الزوائد، ما لو رامه أحد غيري لم يكن له الى ذلك سبيل و لا فيه نصيب، و كان من جملة ذلك شرح ما فيه من الشواهد على وجه مختصر، مع التعرّض لأمور فيها، لم يذكرها من كتب عليه لاحتياجها الى سعة الاطلاع و كثرة النظر؛ ثم خطر لي أن أفرد الكلام على الشواهد فشرعت في كتاب بسيط و جامع محيط أورد فيه عند كل بيت القصيدة بتمامها، و أتبعها بفوائد و لطائف يبهج الناظر حسن نظامها. فرأيت الأمر في ذلك يطول، و الانسان كثير السآمة ملول، بحيث أني قدّرت تمام ذلك في أربع مجلدات، فعدلت الى طريقة وسطى عن تلك الطريقة الأولى، مع ضمان الفوائد التي لا يستطيعها إلا ذو يد طولى، فأورد أولا البيت المستشهد به، ثم أتبعه بتسمية قائله و السبب الذي لأجله قيلت القصيدة، ثم أورد من القصيدة أبياتا أستحسنها إما لكونها مستشهدا بها في مواضع أخر من الكتاب فاوردها ليعلم أن الجميع من قصيدة واحدة، أو لكونها مستشهدا بها في غيره من كتب العربية و البيان، أو لكونها مستعذبة النظر مستحسنة

اسم الکتاب : شرح شواهد المغني المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست