مع الطّاء و هو فصيح هيهنا لكثرة استعماله بخلاف «استدان» قال اللّه
تعالى: فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ.
(و جاء) في كلامهم: «استاع»- بكسر الهمزة-
(يستيع)- بفتح حرف المضارعة-.
قال سيبويه: إن شئت قلت: حذفت
التاء منه لأنّه في مقام الحرف المدغم ثمّ جعل مكان الطاء تاء ليكون ما بعد السين
مهموسا مثلها كما قالوا: «ازدان» ليكون ما بعد الزّاى مجهورا مثله، و إن شئت قلت:
حذف الطّاء لأنّ التكرير منها نشأ.
(و قالوا: «بلعنبر» و «علماء» و «ملماء» في «بني العنبر» و «على
الماء» و «من الماء»)و ذلك لأنّه لمّا كان
النّون و اللّام متقاربين و تعذّر الإدغام لسكون الثّاني حذفوا الأوّل تخفيفا و هو
قليل.
(و أمّا نحو: «يتسع» و «يتقي»)- بتخفيف
التاء فيهما- و الأصل: «يتّسع» و «يتّقي»- بتشديد التاء-
(فشاذّ) لأنّه لمّا أمكن التخفيف بالإدغام فالعدول عن ذلك إلى الحذف خلاف
القياس.
- «استفعل» حين تعذّر الإدغام مع اجتماع المتقاربين و إنّما تعذّر
الإدغام لأنّه لو نقل حركة التّاء إلى ما قبلها لتحرّكت السّين التي لا حظّ لها في
الحركة و لو لم ينقل لالتقى السّاكنان- كما في قرائة حمزة- فلمّا كثر استعمال هذه
اللفظة- بخلاف «استدان»- و قصد التخفيف و تعذّر الإدغام حذف الأوّل- كما في «ظلت»
و «أحست»- و الحذف هاهنا أولى لأنّ الأوّل- و هو التّاء- زائد. و أمّا من قال:
«يسطيع»- بضمّ حرف المضارعة- فماضيه «أسطاع» بفتح همزة القطع و هو من باب «الإفعال»
اه بتصرّف. [شرح الشافية 3: 292- 293]