و قيل: المهتوت الهاء، من قول الخليل: «لو لا هتّة في الهاء لأشبهت
الحاء» و نعني بالهتّة العصرة التي فيها دون الحاء.
و قال أبو الفتح: و من الحروف
المهتوت و هو الهاء لما فيها من الضّعف و الخفاء.
[كيفيّة إدغام المتقاربين]:
(و متى قصد إدغام المتقاربين فلا بدّ من القلب)
إلى المثلين لأنّ ذلك حقيقة الإدغام.
(و القياس قلب الأوّل)إلى
الثاني، لأنّ الإدغام تغيير الحرف الأوّل بإيصاله إلى الثاني و جعله معه كحرف
واحد، فلمّا لم يكن بدّ هيهنا من قلب أحد إلى الآخر كان التغيير بالأوّل أولى دون
العكس (إلّا لعارض) يعرض
فيمنع من
[1] في مقدّمة كتابه في فنّ الحروف الموسوم به سرّ صناعة الإعراب و
هو كتاب لا نظير له في بابه. [سرّ صناعة الإعراب 1: 78]
[2] عبارة الشارح في شرح هذه الفقرة مأخوذة عن شرح الرضيّ حرفا
بحرف فراجعه 3: 264.
[3] لمّا بيّن أنّ القياس في إدغام المتقاربين قلب الأوّل إلى
الثاني دون العكس- لأنّ الإدغام تغيير الحرف الأوّل بإيصاله إلى الثّاني و جعله
معه كحرف واحد- أراد أن يبيّن أنّه قد يعرض مانع يمنع عن القياس المذكور، و هو
شيئان:
أحدهما: كون الأوّل أخفّ من
الثّاني و هو إمّا في حرفين حلقيين أوّلهما أعلى من الثّاني و ذلك إذا قصد إدغام
الحاء إمّا في العين أو في الهاء فقط، و لا يدغم حلقيّ في حلقيّ آخر أدخل منه. و
إنّما أدغم الحاء في أحد الحرفين- مع أنّ حروف الحلق يقلّ فيها الإدغام- لثقلها،
فلهذا قلّ المضاعف منها فلم يدغم بعضها في بعض في كلمتين أيضا في الأغلب لئلّا
يكون شبه مضاعف مصوغ منها.-