(الإدغام) لغة إدخال الشيء في الشيء، و في
الاصطلاح هو (أن تأتي بحرفين ساكن فمتحرّك
...
[1] أي للإدغام معنيان: لغوي و هو ما ذكره الشارح، و اصطلاحي و هو ما
ذكره ابن الحاجب و هو من باب الإفعال على رأي الكوفيّين يقولون: «أدغمت الحرف
إدغاما» و من باب الافتعال على رأى البصريّين يقولون: «ادّغمته ادّغاما» و الغرض
منه التخفيف لأنّ التباعد المفرط بين الحرفين يجعل اللفظ بهما بمنزلة الوثبة فلذلك
أجيز الإبدال. و التقارب المفرط بينهما يجعل التلفّظ بهما بمنزلة حجلان المقيّد و
كلاهما مستكره. [راجع شرح أحمد: 327]
[2] قال الرضي: و الذي أرى أنّه ليس الإدغام الإتيان بحرفين بل هو
الإتيان بحرف واحد مع اعتماد على مخرجه قويّ- سواء كان ذلك الحرف متحرّكا نحو:
«يمدّ زيد» أو ساكنا نحو:
«يمدّ» وقفا- فعلى هذا ليس قوله «ساكن فمتحرّك» أيضا بوجه، لأنّه
يجوز تسكين المدغم فيه اتّفاقا: إمّا لأنّه يجوز في الوقف الجمع بين الساكنين- عند
ما قال: هما حرفان- و إمّا لأنّه حرف واحد- على ما اخترنا- و إن كان كالحرفين
الساكن أوّلهما من حيث الاعتماد التام و قوله: «ساكن فمتحرّك» و قوله: «من غير
فصل» كالمتناقضين لأنّه لا يمكن مجيء حرفين أحدهما عقيب الآخر إلّا مع الفكّ
بينهما و إن لم تفكّ بينهما فليس أحدهما عقيب الآخر. [شرح الشافية 3: 235]
[3] قال الرضيّ: يعني أنّ المتحرّك يكون بعد السّاكن.
و قالوا: يريد أنّ الإدغام لا
يكون إلّا مع سكون الأوّل، لأنّه لو كان متحرّكا و الحركة بعد الحرف فلا يتأتّى
النطق بالحرفين دفعة واحدة، لأنّ الحركة فاصلة بينهما، و لا يكفي أيضا-