(ثمّ إن كان قلب في الموزون)بأن غيّر مواضع حروفه الأصول
بالتقديم و التأخير (قلبت
الزنة مثله)تنبيها
على ترتيب حروفه الأصول (كقولهم في «آدر»)جمع «دار» إنّه (أعفل).
[1]القلب التصريفيّ: اعلم أنّ «القلب» من فنون كلام العرب و هو
قسمان:
الأوّل: «القلبفي الكلمة» و يسمّى ب «القلبالمكانيّ» أيضا و أسميته أنا «القلبالتصريفيّ» و هو: تقديم بعض حروف الكلمة على بعض و أكثر ما يتّفق
في المعتلّ و المهموز و قد جاء في غيرهما قليلا و هذا القسم من القلب ممّا يتعلّق
البحث عنه بعلم التصريف و يعرف بأمور ستّة يأتي ذكرها في الكتاب إن شاء اللّه.
و الثاني: «القلبفي الكلام» و هو نوعان:
النوع الأوّل: أن يقلب الكلام كلّه و لا يستحيل المعنى بالانعكاس و
أسميته أنا «القلبالبديعيّ» إذ الغرض منه
تحسين الكلام و لذا عدّه أهل البديع من المحسّنات اللفظيّة، و هو أن يكون الكلام
بحيث إذا قلبته و ابتدأت من حرفه الأخير إلى الحرف الأوّل كان الحاصل بعينه هو هذا
الكلام و هو قد يكون في النظم و قد يكون في النثر.
أمّا في النظم فقد يكون بحيث يكون كلّ من المصراعين قلبا للآخر
كقول الحريريّ:
* أرانا الإله هلالا أنارا*
و قد لا يكون كذلك بل يكون مجموع البيت قلبا لمجموعه كقول القاضي
الأرّجاني: