و إذا فتحت العين في المضارع لحرف الحلق جاز أن يفتح في المصدر أيضا
نحو: «يسع، سعة» و جاز في بعضها أن لا يفتح نحو: «يهب، هبة» و قولهم في «الصّلة»:
«صلة»- بالضمّ- شاذّ.
(و نحو: «وجهة») في قوله-
عزّ من قائل-: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها (قليل).
و إنّما جاز عدم الحذف فيها؟ لأنّ
معناها مكان يتوجّه إليه، و من قال: «إنّ معناها التوجّه» كان شاذّا كشذوذ
«القصوى» و «القود» على ما سيجيء.
[2- إعلال العين]:
(العين) الواو و
الياء(تقلبان ألفا إذا تحرّكتا مفتوحا ما قبلهما- أو في
[1] اعلم أنّهم قد قالوا: «جهة»- بالحذف- و قالوا أيضا: «وجهة»-
بالإثبات- و على الثّاني جاء قوله تعالى: وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ
هُوَ مُوَلِّيها و الصّرفيّون اختلفوا بعد ذلك على أربعة أقوال:
الأوّل: أنّ المحذوف واوه مصدر و
الثّابت واوه اسم للمكان الذي يتوجّه إليه و على هذا فلا شذوذ في واحد منهما.
و الثّاني: أنّهما جميعا مصدران
و عليه فالمحذوف واوه قياس و الثابت واوه شاذّ.
و الثّالث: أنّهما جميعا اسمان
للمكان الذي تتّجه إليه و على ذلك يكون المحذوف الواو شاذّا و الثّابت الواو
قياسا.
و الرّابع: أنّ «الجهة» اسم
للمكان الذي تتّجه إليه و «الوجهة» مصدر فهما شاذّان.
و الذي هوّن شذوذ «وجهة» على هذا
أنّه مصدر غير جار على فعله إذ المسموع: «توجّه» ك «تقدّس» و «اتّجه» ك «اتّصل» و
لم يسمع «وجه، يجه» ك «وعد، يعد» فلمّا لم يوجد مضارع محذوف الفاء سهل عليهم
إثباتها في المصدر.