لكون ألفه عن مكسور أو عن ياء أو صائرة ياء مفتوحة[1] (مانع)عن الإمالة لأنّ حروف الاستعلاء- و
هي الخاء و الصاد و الضاد و الطاء و الظاء و الغين و القاف- يرتفع اللسان بها إلى
الحنك عند النّطق بها، فإن رمت إمالة الألف و هي بعد أحد هذه الحروف أو قبلها لا
نحدرت بعد إصعاد أو صعدت بعد انحدار و كلاهما ثقيل شاقّ لكن الثاني أشقّ، و لهذا
قال: إمالة الألف ممتنعة إذا كان حرف المستعلي (قبلها يليها)بحرف (في
كلمتها)نحو:
«خالد» و «صاعد» و «ضامن» و «طالب» و «ظالم» و «غاشم» و «قاعد». (و)كذا إذا تقدّمها (بحرفين)أحدهما: حرف الاستعلاء. و الآخر:
غيره و حرف الاستعلاء غير مكسور و لا ساكن بعد مكسور
- و مثالها مع المستعلية «فراق» و
«صراط» و «هذاقادر».
و إن كانت مكسورة فإمّا أن تكون قبل الألف أو بعدها، فإن كانت
قبلها فلا أثر لها و لذلك لم يمل أحد قوله تعالى:مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ.
و إن كانت بعدها فتغلب المستعلية فيمال نحو: «طارد» و
«غارم» و كما تغلب المستعلية
تغلب الرّاء الغير المكسورة أيضا فيمال «منقرارك».
قال أحمد: إذا كانت الرّاء المكسورة بعد الألف فالمستعلية إمّا قبل
الألف أو بعدها، فإن كانت قبلها فتغلب الرّاء المكسورة عليها فيمال نحو: «طارد» و إن كانت بعدها فلا
تغلبها بل تغلب المستعلية عليها فلا يمال نحو: «فارق»،و إن لم تكن الرّاء تلي الألف بل تباعدت فهي كالعدم في المنع عن
الإمالة لو كانت غير مكسورة و في الغلبة على المستعلية لو كانت مكسورة فيمال: «هذاكافر» لكسرة الفاء و لا
يعتدّ بالراء لبعدها فلا يمال نحو:
«مررتبقادر» للحرف المستعلي و هو القاف، و لا يعتدّ بالرّاء المكسورة
لبعدها و بعضهم يعكس و يميل «مررتبقادر» اه بتصرّف. [شرح أحمد: 245]
[1]احتراز عن نحو «قيل» و
«حيل»،قال المصنّف: لأنّ هذا صار ياء ساكنة و الساكنة ضعيفة فهي
كالمعدوم، و لقائل أن يقول: لو كان ضعفها لأجل انقلابها ياء ساكنة لوجب إمالة نحو:
«العصا» لأنّها تنقلب ياء متحرّكة
قويّة بسبب الإدغام فيها نحو «العصيّ» في الجمع و «العصيّة» في التصغير. [شرح الشافية 3: 13]