(الابتداء: لا يبتدأ) وجوبا بشهادة الحسّ السليم
(إلّا بمتحرّك، كما لا يوقف) وقفا صناعيّا
(إلّا على ساكن).
(فإن كان الأوّل) من الكلمة (ساكنا
و ذلك في عشرة أسماء محفوظة و هي:
[1] قال الرضيّ: الأكثرون على أنّ الابتداء بالسّاكن متعذّر، و ذهب
ابن جنّي إلى أنّه متعسّر لا متعذّر، و قال: يجيء ذلك في الفارسيّة نحو: «شتر» و
«ستام» و الظاهر أنّه مستحيل و لا بدّ من الابتداء بمتحرّك و لمّا كان ذلك
المتحرّك في «شتر» و «ستام» في غاية الخفاء ظنّ أنّه ابتدئ بالساكن.
و أمّا الوقف على متحرّك فليس
بمستحيل اه ملخّصا. و الحاصل أنّ الابتداء بالمتحرّك ضروريّ و الوقف على الساكن
استحسانيّ عند كلال اللسان. [شرح الشافية 2: 251]
[2] قال الرّضي: و لا يريد بالوقف الوقف الصناعيّ فإنّه ليس إلّا
على السّاكن أو شبهه ممّا يرام حركته بل يريد به السكوت و الانتهاء. [شرح الشافية
2: 251]
[3] لمّا كان وقوع همزة القطع في الكلام أكثر من وقوع همزة الوصل
حصر المصنّف مواضع همزة الوصل ليعلم أنّ ما عداها همزة قطع، فقال: أوّل الكلمة
إمّا ساكن أو متحرّك، فإن كان متحرّكا ظاهر، و إن كان ساكنا فيحتاج إلى همزة الوصل
و ذلك يكون في الأسماء و الأفعال و الحروف.
أمّا في الأسماء فعلى ضربين:
سماعيّ و قياسيّ، السماعيّ في عشرة أسماء مذكورة في المتن.
الأوّل: «ابن»، و الثاني: «ابنة»
و الأصل «بنو» و «بنوة» حذف منهما اللّام و أسكن الأوّل-
شرح النظام
على الشافية، ص: 366
«ابن»، و
«ابنة» و «ابنم» و «اسم») قد مرّ بيان أصلها في «التصغير» و
الميم في «ابنم» زائدة للتأكيد مثل: «زرقم» بمعنى «الأزرق» و ليست بدلا من لام
الكلمة و إلّا
- و أدخل عليهما الهمزة. و الثالث: «ابنم»، و الرابع: «اسم» و
اختلف في أصله بين الكوفيّين و البصريّين، فقال الأوّلون: هو مثال واوي من «الوسم»
بمعنى العلامة إذ الاسم علامة على مسمّاه، و قال الآخرون: ناقص واويّ من السموّ
لعلوّه على قسيميه- الفعل و الحرف- إذ يتركّب منه وحده الكلام دونهما. و دليل البصريّين:
التكسير و التصغير فإنّهم قالوا: «الأسماء» و «سميّ» و «سميّة» و الضمير نحو
«سموت» قال امرؤ القيس:
سموت عليها بعد ما نام بعلها
سموّ حباب الماء حالا على حال
الخامس: «است» و الأصل: «سته»
بدليل التكسير و هو «أستاه».
السّادس و السّابع: «اثنان» و «اثنتان»
و الأصل فيهما: «ثنيان» و «ثنيتان».
الثّامن و التّاسع: «امرؤ» و
«امرأة» و إنّما أدخلوا الهمزة و إن كاننا تامّين من حيث أنّ لاميهما همزة و
يلحقها التخفيف لأنّهم أجروهما مجرى «ابن» و «ابنة» في إسكان الفاء و إدخال
الهمزة.
العاشر: «أيمن اللّه» و اختلف فيه
فقال البصريّون مفرد و همزته وصل و وزنه «أفعل» و قد جاء في المفردات نحو: «آجر» و
«آنك» و قال الكوفيّون: جمع «يمين» و همزته قطع و إنّما أسقطت في الوصل لكثرة
لاستعمال. قال ابن هشام:
«أيمن» المختصّ بالقسم اسم لا حرف خلافا للزجّاج و الرمّاني مفرد
مشتقّ من «اليمن» و هو البركة و همزته وصل لا جمع «يمين» و همزته قطع خلافا
للكوفيّين و يردّه جواز كسر همزته و فتح ميمه و لا يجوز مثل ذلك في الجمع من نحو:
«أفلس» و «أكلب» و قول نصيب:
فقال فريق القوم لمّا نشدتهم
نعم و فريق لايمن اللّه ما ندري
فحذف ألفها في الدّرج، و يلزمه
الرّفع بالابتداء و حذف الخبر و إضافته إلى اسم اللّه خلافا لابن درستويه في إجازة
جرّه بحرف القسم، و لابن مالك في جواز إضافته إلى الكعبة و لكاف الضمير و جوّز ابن
عصفور كونه خبرا و المحذوف مبتدأ أي قسمي أيمن اللّه. [المغني 1: 136- 137]
شرح النظام
على الشافية، ص: 367
لم يعوّض عنها همزة وصل و هو معرب من مكانين، تقول: «هذا ابنم» و
«رأيت ابنما» و «مررت بابنم» تتبع النون الميم في الإعراب (و
«است») و أصله: «سته» مثل «جمل» بدليل تكسيره على «أستاه»
(و «اثنان» و «اثنتان») و أصلهما:
«ثنيان» و «ثنيتان» ك «شجران» و «شجرتان» بدليل قولهم في النسبة
إليه: «ثنويّ» مثل «نبويّ» (و «امرؤ» و «امرأة»)
و فيهما لغة أخرى: «مرؤ» و «مرأة» (و «ايمن اللّه»)
و هو اسم وضع للقسم هكذا:- بضمّ الميم و النون- و ربّما حذفوا منه النّون و قالوا:
«ايم اللّه».
(و في كلّ مصدر بعد ألف فعله الماضي أربعة فصاعدا)
و هي: «الافتعال» و «الانفعال» و «الاستفعال» و «الافعلال» و «الافعيلال» و
«الافعيعال» و «الافعوّال» و «الافعنلال» و «الافعنلاء»، هذا من مزيد الثلاثي. و
من مزيد الرباعي: «الافعنلال» و «الافعلّال» (ك
«الاقتدار»)و «الانطلاق» (و «الاستخراج»)
و «الاشهباب» و «الاشهيباب» و «الاغديدان» و «الاعلوّاط» و «الاقعنساس» و
«الاسلنقاء» و «الاحرنجام» و «الاقشعرار».
(و في أفعال تلك المصادر ...
[1] هذا هو القياسيّ و ذلك في مصدر أحد عشر بناء. هذا هو الهمزة في
الأسماء سماعا و قياسا.
[2] احتراز من نحو: «أكرم» فإنّ بعد ألف فعله الماضي ثلاثة فالهمزة
في ماضيه و أمره و مصدره همزة قطع. [شرح الشافية 2: 259]
[3] لمّا فرغ عن بيان همزة الوصل في الأسماء شرع في بيانها في
الأفعال. قال الرضي: و هذه الأفعال أحد عشر مشهورة: تسعة من الثلاثي المزيد فيه ك
«انطلق» و «احمرّ» و «احمارّ» و «اقتدر» و «استخرج» و «اقعنسس» و «اسلنقى» و
«اجلوذ» و «اعشوشب» و اثنان من-