الأوّل: أنّ الجمع على صيغة
خاصّة من صيغ معدودة معروفة و هذه الصيغة تغاير صيغة المفرد إمّا ظاهرا أو تقديرا،
فالمغايرة الظاهرة إمّا بالحركات نحو: «أسد» و «أسد» و إمّا بالحروف نحو: «رجال» و
«رجل». و المغايرة المقدّرة نحو: «هجان» و «فلك» و من المغايرة الظاهرة الجمع
السالم مذكّرا أو مؤنّثا. و اسم الجمع لا يكون كذلك.
و الثّاني: أنّ للجمع واحدا من
لفظه و ليس لاسم الجمع واحد من لفظه بل له واحد من معناه فواحد «الإبل»: «بعير» أو
«ناقة» و واحد «الغنم»: «شاة».
و الثالث: أنّ الجمع يردّ إلى
واحده في النّسب مطلقا، و في التصغير إن كان جمع كثرة، و أمّا اسم الجمع فلا يردّ
لأنّه إمّا أن لا يكون له واحد حتّى يردّ إليه، و إمّا أن يكون له واحد لكن لا
يصحّ الردّ إليه، لأنّ اسم الجمع لم يكن على صيغة من صيغ الجمع فهو كالمفرد في
اللفظ.
و الفرق بين اسم الجنس و بين
الجمع و اسم الجمع من وجهين: الأوّل: أنّ اسم الجنس لا تدلّ على الآحاد إذ لم يوضع
له بل وضع لما فيه الماهيّة المعيّنة سواء كان واحدا أو مثنّى أو جمعا. بخلاف
الجمع و اسم الجمع فإنّهما يدلّان على الآحاد بشرط كونها ثلاثة أو أكثر.
و الثاني: أنّ اسم الجنس يقع على
القليل و الكثير و لا يقعان إلّا للكثير. بلى قد يكون بعض أسماء الأجناس ممّا
اشتهر في معنى الجمع فلا يطلق على الواحد و الاثنين و ذلك بحسب الاستعمال لا الوضع
نحو لفظ: «الكلم».
و الفرق بين اسم الجمع و اسم
الجنس من وجهين أيضا:
الأوّل: أنّ اسم الجمع لا يقع
على الواحد و الاثنين بخلاف اسم الجنس.
و الثاني: أنّ الفرق بين واحد
اسم الجنس و بينه- فيما له واحد متميّز- إمّا بالياء و إمّا بالتّاء بخلاف اسم
الجمع.
و الفرق بين اسم الجنس و الجمع
من ثلاثة وجوه:
الأوّل: أنّ اسم الجنس ليس على
وزن من أوزان الجموع غالبا.-