responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 380

كما في الفاعل فإنّ مرتبة العامل التّقدّم على المعمول (١) [وإمّا ليتمكّن الخبر في ذهن السّامع ، لأنّ في المبتدأ تشويقا إليه] أي الخبر (٢) [كقوله [١] :

والّذي حارت البريّة فيه

حيوان مستحدث (٣) من جماد]

يعني تحيّرت الخلائق في المعاد الجسماني (٤) والنّشور (٥) الّذي ليس بنفساني (٦) بدليل ما قبله :

بأنّ أمر الإله واختلف النّا

س فداع إلى ضلال (٧) وهاد

______________________________________________________

(١) قيل : إنّ للفاعل مرتبتين : الأصل لكونه مسندا إليه ، وعدمه بحسب كونه معمولا ، فالأوّل يقتضي التّقديم ، والثّاني عدمه ، فاجتمع المقتضي والمانع ، فرجّح المانع.

(٢) أي تشويقا للسّامع إلى الخبر لما معه من الوصف الموجب لذلك أو من الصّلة كذلك ، كما في قوله : «حارت» في المثال الآتي ، فإنّ فيها تشويقا للنّفس إلى علم الخبر.

فإذا قيل : حيوان ، تمكّن في النّفس ، لأنّ الحاصل بعد الطّلب ألذّ وأعزّ من المنساق بلا تعب. والمراد من الخبر هو الخبر وقتا ما ، ولو في غير الحال ليشمل البيان تقديم المفعول الأوّل من باب علم على الثّاني نحو قولك : علمت الّذي حارت البريّة ـ أعني الخلائق ـ فيه حيوانا مستحدثا من جماد.

(٣) المراد من استحداث الحيوان من الجماد البعث والمعاد للأجسام الحيوانيّة يوم القيامة ، ويدل عليه قوله : «بان أمر الإله» أي ظهر أمره تعالى.

والشّاهد قوله : «والّذي» حيث إنّه مسند إليه ، وقدّم لتشويق السّامع إلى الخبر أعني «حيوان».

(٤) أي الرّجوع وعود الجسم ، ثمّ الاختلاف إنّما هو في المعاد الجسماني لا في المعاد النّفساني إذ المعاد النّفساني حقّ بالاتّفاق.

(٥) بمعنى الإحياء ، عطف تفسيريّ على «المعاد».

(٦) أي ليس بروحانيّ بل هو جسمانيّ.

(٧) أي كان بعضهم داعيا للخلائق إلى الضّلال كالمعتزلة ، لأنّهم لا يقولون بالمعاد


[١] أي قول أبي العلاء المعرّي من قصيدة يرثي بها فقيها حنفيّا.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست