responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 355

ففي هذا الإبهام (١) من تفخيم فضله (٢) وإعلاء قدره ما لا يخفى ، [وأمّا وصفه (٣)] أي وصف المسند إليه ، والوصف قد يطلق على نفس التّابع المخصوص (٤) ، وقد يطلق بمعنى المصدر (٥) ، وهو (٦) الأنسب ههنا ، وأوفق بقوله : وأمّا بيانه ، وأمّا الإبدال عنه ، أي وأمّا ذكر النّعت له (٧)

______________________________________________________

(١) خبر مقدّم ، وقوله : «ما لا يخفى» مبتدأ مؤخّر ، أي ما لا يخفى على من له أدنى دراية بخصوصيّات اللّغة العربيّة.

(٢) أي فضل نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأنّ الإبهام يدلّ على أنّ المعبّر عنه أعظم في رفعته ، وأجلّ من أن يعرف حتّى يصرّح به.

(٣) قدّم الوصف على سائر التّوابع لكثرة وقوعه في الكلام وكثرة اعتباراته ، أي فوائده ومباحثه والأغراض المتعلّقة به من التّوضيح والتّخصيص ونحوهما كالمدح والذّمّ.

وبعبارة أخرى : إنّ الصّفة على أربعة أوجه : لأنّ الموصوف إمّا أن لا يعلم ويراد تمييزه عن أسماء الأجناس بما يكشفه ، فهي الصّفة الكاشفة ، وإمّا أن يعلم لكن التبس من بعض الوجوه ، فيؤتى بما يرفعه ، فهي المخصّصة ، وإمّا أنّه لم يلتبس ولكن يوهم الالتباس فيؤتى بما يقرّره فهي المؤكّدة ، وإلّا فهي المادحة والذّامّة.

(٤) أي كالعالم والفاسق ونحوهما.

(٥) أي الإتيان بالوصف ، وبعبارة أخرى : توصيف المسند إليه بوصف فيكون فعل المتكلّم.

(٦) أي المعنى المصدري «الأنسب ههنا» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه» لأنّه مصدر ، وبيان ذلك إنّ الوصف يطلق بالاشتراك على معنيين :

أحدهما : وهو الأصل فيه المعنى المصدريّ أعني ذكر أوصاف للشّيء.

والآخر : النّعت أعني التّابع المخصوص ، لكن حمله على الأوّل أشبه طردا للباب على وتيرة واحدة ليوافق قوله في بقيّة التّوابع حيث عبّر عنها بالمعنى المصدري ، أعني قوله : «وأمّا بيانه وأمّا الإبدال عنه» وأمّا العطف فحمله على المعنى المصدريّ أنسب بالتّعليل وهو قوله : «فلكونه ...» وأوفق بقوله : «وأمّا بيانه وأمّا الإبدال عنه ...».

(٧) تفسير لقوله : «وأمّا وصفه» بناء على المعنى المصدري.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست