responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 351

أي نوع من الأغطية (١) وهو غطاء التّعامي عن آيات الله تعالى. وفي المفتاح أنّه (٢) للتّعظيم أي غشاوة عظيمة [أو التّعظيم أو التّحقير (٣) كقوله (٤) : له حاجب] أي مانع عظيم [في كلّ أمر يشينه] أي يعيبه [وليس له عن طالب العرف (٥) حاجب] أي مانع

______________________________________________________

(١) غير ما يتعارفه النّاس لأنّ الأغطية المتعارفة عند النّاس من الحرير والدّيباج ، وسائر الأجناس المانعة عن رؤية ما ورائها وأمّا الغطاء الّذي على أبصارهم ، فهو غطاء التّعامي عن آيات الله ، ولذا قيل : (وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها).

وكيف كان فليس المراد فرد من أفراد العشاوة ، لأنّ الفرد الواحد لا يقوم بالأبصار المتعدّدة ، بل المراد نوع من جنس الغشاوة ، وذلك النّوع ، هو غطاء التّعامي ، هذا ما في الكشّاف.

(٢) أي تنكير (غِشاوَةٌ) للتّعظيم ، أي غشاوة عظيمة تحجب أبصارهم ، ويمكن أن يقال : إنّه لا تنافي بين كلام المصنّف والمفتاح ، لأنّ الغشاوة العظيمة نوع من مطلق الغشاوة ، فمراد المصنّف بقوله : نحو : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) أي نوع من الغشاوة ، هو الغشاوة العظيمة ، وذلك النّوع هو غطاء التّعامي ، وإضافة ال «غطاء» إلى «التّعامي» بيانيّة.

(٣) أي يذكر المسند إليه نكرة لإفادة تعظيم معناه أو تحقيره ، وأنّه بلغ في ارتفاع شأنه ، أو في الانحطاط مبلغا لا يمكن أن يعرف لعدم الوقوف على عظمته في الأوّل ، ولعدم الاعتداد به في الثّاني.

(٤) أي قول ابن أبي السّمط «له حاجب» أي الممدوح مانع ، والمراد بالحاجب هي النّفس الإنسانيّة الّتي هي لطيفة ربّانيّة ، وبالعناية الإلهيّة صارت مائلة إلى التّطهير ، فتمنع من أجل ذلك من كلّ ما يشينه أي يعيبه «أي مانع عظيم» إشارة إلى كون التّنكير للتّعظيم هنا ، وللتّحقير فيما سيأتي ، وذلك بالقرينة المقاميّة حيث إنّ المقام مقام المدح والمناسب له في حاجب الأوّل حمل تنكيره على التّعظيم ، وفي حاجب الثّاني حمل تنكيره على التّحقير.

ومعنى البيت أنّ الممدوح إذا أراد أن يرتكب أمرا قبيحا منعه مانع عظيم بلغ في العظمة إلى مكان لا يمكن تعيينه وتحديده ، وإذا طلب منه إنسان معروفا وإحسانا لم يكن له مانع حقير فضلا عن العظيم يمنعه من الإحسان فهو في غاية الكمال.

(٥) أي الإحسان.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست