responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 331

وقد يأتي (١)] المعرّف بلام الحقيقة [لواحد] من الأفراد [باعتبار عهديته (٢) في الذّهن]

______________________________________________________

الرّجل خيرا من جنس المرأة الحاصل في ضمن جميعها ، مع كون فرد خاصّ منها خيرا من عدّة أفراد منه كفاطمةu فإنّها خير من عدّة الرّجال للخصوصيّات الفرديّة الطّارئة عليها.

وبعبارة أخرى : إنّ ماهية الرّجل من حيث هي هي الّتي توجد في الذّهن مع قطع النّظر عن وجودها مع الخصوصيّات الفرديّة خير من ماهيّة المرأة كذلك ، وهذا لا ينافي أن يكون بعض أفراد المرأة نظرا إلى خصوصيّة فرديّة في ذلك البعض خيرا من أفراد الرّجل نظرا إلى كونه فاقدا لتلك الخصوصيّة.

(١) لم يقل : وقد يقصد ، أو قد يستعمل ، لأنّ الوحدة المبهمة مستفادة من القرينة الخارجيّة ، لا من المعرّف باللّام ، وإنّما يقصد به الجنس المعهود ، ثمّ هذا الجنس ينطبق على الفرد المستفاد من القرينة من قبيل انطباق الكلّي على فرده وبعد هذا الانطباق يصبح المعرّف بلام العهد الذّهني كالنّكرة «لواحد من الأفراد» أي لواحد غير معيّن عند المتكلّم والسّامع ، ثمّ المراد من الأفراد أفراد مدلوله فإن كان مفردا فهو لواحد من الأفراد وإن كان تثنية فهو لواحد من المثنّيات ، وإن كان جمعا فهو لواحد من الجماعات.

لا يقال : كيف يجيء المعرّف بلام الجنس لواحد من أفراد مدلوله ، وقد مرّ أنّ اللّام فيه إشارة إلى نفس الماهية من غير اعتبار لما صدق عليه من الأفراد.

لأنّا نقول : إنّ عدم اعتبار ما صدق عليه في المعرّف بلام الجنس لا يستلزم اعتبار عدم الصّدق على الأفراد ، والمنافي لإتيان المعرّف بلام الجنس لواحد من أفراده هو الثّاني دون الأوّل.

(٢) أي معهوديّة ذلك الواحد المأتي له المعرّف بلام الحقيقة ، فالمعهود ابتداء هو الحقيقة ، ولمّا كان استحضار الماهية يتضمّن استحضار أفرادها كان كلّ واحد من الأفراد معهودا ذهنا ، ثمّ قوله : «باعتبار عهديّته» جواب عن سؤال مقدّر ، وحاصل السّؤال : إنّ لام الحقيقة لام التّعريف ، والمعرّف بها من المعارف وواحد من الأفراد غير معرّف فكيف يجيء المعرّف باللّام لواحد من الأفراد؟ وهل هذا إلّا كالجمع بين الذّئب والشّاة.

والجواب : إنّ واحدا من الأفراد معهود في الذّهن ، ولا يكون ممّا لا حظّ له من التّعيّن أصلا ، والوجه في ذلك أنّه لا ريب في أنّ نفس الحقيقة إذا كانت معيّنة ومعهودة في ذهن المخاطب ، بمعنى كونها مميّزة عنده عن أفراد سائر الطّبائع بواسطة تمييز حقيقتها

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست