فإنّ فيه (١) إيماء إلى أنّ الخبر المبني عليه أمر من جنس العقاب والإذلال
وهو قوله تعالى : (سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ داخِرِينَ)[١]] ومن الخطأ في هذا المقام تفسير الوجه في قوله إلى وجه
بناء الخبر ، بالعلّة والسّبب (٢) ، وقد استوفينا ذلك (٣) في الشّرح (٤) [ثمّ إنّه]
أي الإيماء إلى وجه بناء الخبر لا مجرّد جعل المسند إليه موصولا (٥) كما سبق إلى
بعض الأوهام [٢]
(١) أي في ذكر
الموصول مع الصّلة إيماء وإشارة إلى أنّ الخبر المبني على الموصول مع الصّلة هو
قوله تعالى : (سَيَدْخُلُونَ) أمر من جنس العقاب ، لأنّ الدّاخرين من الدّخور ، بمعنى
الصّغار والذّلّ ، أعني سيدخلون جهنّم صاغرين ذليلين ، هذا بخلاف ما إذا ذكرت
أسماء المستكبرين بأنّ يقال : إنّ فرعون وهامان وقارون مثلا سيدخلون جهنّم داخرين
إذ حينئذ ليس في الكلام ذلك الإيماء.
(٢) حاصل
الكلام في هذا المقام : أنّ الخلخالي فسّر الوجه بالعلّة حيث قال : إنّ الاستكبار
في الآية المباركة علّة شرعيّة لدخول جهنّم ، ويقول الشّارح : إنّ المراد بالوجه
هو طريق الخبر ونوعه وتفسيره بالعلّة خطأ.
وجه الخطأ :
إنّ الإشارة لا تصحّ في جميع الأمثلة ، وبعبارة أخرى تفسيره بالعلّة فاسد لانتقاضه
بقوله : «إنّ الّذي سمك السّماء بنى لنا بيتا» إذ ليس سمك السّماء علّة لبناء
بيتهم ، وبقوله : «إنّ الّذين ترونهم ...» فإنّ ظنّهم إخوانهم ليس علّة لشفاء غليل
صدورهم.
(٣) أي وجه
الخطأ ، يعني بيّنّا على وجه يكون وافيا وكافيا.
(٤) أي
المطوّل.
(٥) التّفسير
المذكور إشارة إلى أنّ مرجع الضّمير في قوله : «إنّه» هو الإيماء إلى وجه بناء
الخبر ، وليس المسند إليه لأنّ رجوع الضّمير إلى المسند إليه غير مناسب ، وذلك
لأنّه :
أوّلا
: إنّ المرجع
عندئذ بعيد.
وثانيا
: لأنّه إذا لم
يكن متفرّعا على الإيماء لكان المناسب أن يذكر قبل الإيماء أو بعد الإيماء بلا
تغيير في الأسلوب ، فالمعنى إنّ الإيماء إلى وجه بناء الخبر ربّما جعل ذريعة