responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 315

فإنّ فيه (١) إيماء إلى أنّ الخبر المبني عليه أمر من جنس العقاب والإذلال وهو قوله تعالى : (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)[١]] ومن الخطأ في هذا المقام تفسير الوجه في قوله إلى وجه بناء الخبر ، بالعلّة والسّبب (٢) ، وقد استوفينا ذلك (٣) في الشّرح (٤) [ثمّ إنّه] أي الإيماء إلى وجه بناء الخبر لا مجرّد جعل المسند إليه موصولا (٥) كما سبق إلى بعض الأوهام [٢]

______________________________________________________

(١) أي في ذكر الموصول مع الصّلة إيماء وإشارة إلى أنّ الخبر المبني على الموصول مع الصّلة هو قوله تعالى : (سَيَدْخُلُونَ) أمر من جنس العقاب ، لأنّ الدّاخرين من الدّخور ، بمعنى الصّغار والذّلّ ، أعني سيدخلون جهنّم صاغرين ذليلين ، هذا بخلاف ما إذا ذكرت أسماء المستكبرين بأنّ يقال : إنّ فرعون وهامان وقارون مثلا سيدخلون جهنّم داخرين إذ حينئذ ليس في الكلام ذلك الإيماء.

(٢) حاصل الكلام في هذا المقام : أنّ الخلخالي فسّر الوجه بالعلّة حيث قال : إنّ الاستكبار في الآية المباركة علّة شرعيّة لدخول جهنّم ، ويقول الشّارح : إنّ المراد بالوجه هو طريق الخبر ونوعه وتفسيره بالعلّة خطأ.

وجه الخطأ : إنّ الإشارة لا تصحّ في جميع الأمثلة ، وبعبارة أخرى تفسيره بالعلّة فاسد لانتقاضه بقوله : «إنّ الّذي سمك السّماء بنى لنا بيتا» إذ ليس سمك السّماء علّة لبناء بيتهم ، وبقوله : «إنّ الّذين ترونهم ...» فإنّ ظنّهم إخوانهم ليس علّة لشفاء غليل صدورهم.

(٣) أي وجه الخطأ ، يعني بيّنّا على وجه يكون وافيا وكافيا.

(٤) أي المطوّل.

(٥) التّفسير المذكور إشارة إلى أنّ مرجع الضّمير في قوله : «إنّه» هو الإيماء إلى وجه بناء الخبر ، وليس المسند إليه لأنّ رجوع الضّمير إلى المسند إليه غير مناسب ، وذلك لأنّه :

أوّلا : إنّ المرجع عندئذ بعيد.

وثانيا : لأنّه إذا لم يكن متفرّعا على الإيماء لكان المناسب أن يذكر قبل الإيماء أو بعد الإيماء بلا تغيير في الأسلوب ، فالمعنى إنّ الإيماء إلى وجه بناء الخبر ربّما جعل ذريعة


[١] سورة المؤمن أو غافر : ٦٠.

[٢] الواهم هو الخلخالي.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست