responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 291

وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[١] [أو إظهار تعظيمه (١)] لكون اسمه (٢) ممّا يدلّ على التّعظيم نحو : أمير المؤمنين حاضر (٣) [أو إهانته] أي إهانة المسند إليه لكون اسمه ممّا يدلّ على الإهانة مثل السّارق اللّئيم حاضر (٤) [أو التّبرك بذكره (٥)]

______________________________________________________

فيه المسند إليه أعني اسم الإشارة الثّاني ، وإنّما قال : «وعليه» ولم يقل كقوله تعالى لأمرين :

الأوّل : إنّه ليس من قبيل ما لو لم يذكر لكان المسند إليه محذوفا ، إذ لو لم يذكر المسند إليه فقوله : (هُمُ الْمُفْلِحُونَ) إمّا معطوف على خبر (وَأُولئِكَ) الأوّل ، أعني (عَلى هُدىً) أو على جملة (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ) فيكون من عطف الجمل ، وعلى التّقديرين لا حذف للمسند إليه.

الثّاني : إنّ الذّكر في قوله تعالى ، ليس لزيادة إيضاح المسند وزيادة تقريره بل الذّكر إشارة إلى نكتة أخرى وهي أنّ تكرير المسند إليه إنّما هو لزيادة إيضاح غرض متعلّق بتكريره ، وهو أنّ هؤلاء الموصوفين بشرف الإيمان ممتازون عن غيرهم بكلّ من الأثرين : أعني الهداية في العاجل ، والفلاح في الآجل ، وأنّ واحدا منهما تكفي في تمييزهم عن غيرهم ، حيث إنّه لو حذف (أُولئِكَ) الثّاني بنصب قرينة عليه لما اتّضح كمال الاتّضاح ، فلا يظهر الغرض كمال الظّهور.

(١) أي المسند إليه ، فيما إذا كان المقام مقام التّعظيم.

(٢) أي المسند إليه ، فقوله : «لكون اسمه» ممّا يدلّ على تعظيمه أي المسند إليه دفع للإشكال ، وتقريبه : إنّ ذكر لفظ المسند إليه يفيد التّعظيم لا إظهاره ، فلا وجه للإتيان بلفظ الإظهار ، وحاصل الدّفع : إنّ أصل التّعظيم يستفاد من لفظ المسند إليه واسمه عند الحذف أيضا ، وإنّما الذّكر يفيد إظهاره.

(٣) في جواب من قال : هل حضر أمير المؤمنين؟ فإنّ الإمارة ممّا يدلّ على التّعظيم.

(٤) في جواب من قال : هل جاء الفاسق اللّئيم.

(٥) أي المسند إليه ، فقوله : «التّبرّك بذكره» عطف على إظهار التّعظيم لا على التّعظيم ، لأنّ أصل التّبرّك يتوقّف على الذّكر لا إظهاره.


[١] سورة البقرة : ٥.

اسم الکتاب : دروس في البلاغة المؤلف : الشيخ محمدي البامياني    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست