[قيل الله (١)] أي أمر الله (٢) وإرادته [للشّمس اطلعي] فإنّه (٣) يدلّ على
اعتقاده أنّه (٤) فعل الله وأنّه المبدئ والمعيد والمنشئ والمفني ، فيكون الإسناد
إلى جذب اللّيالي بتأوّل بناء على أنّه زمان (٥) أو سبب (٦) [وأقسامه (٧)] أي أقسام
المجاز العقليّ
من تقدير مضاف ، أي أفنى شباب أبي النجم ، أو المراد بالإفناء جعله مشرفا
على الفناء ، حتّى لا يرد أنّه حال النّطق لم يكن فانيا ، وإمّا عائد إلى شعر
الرّأس المفهوم من الكلام السّابق وحينئذ لا حاجة إلى تقدير مضاف أو جعل الإفناء
بمعنى الإشراف على الفناء ، أو يمكن أن يكون شعر رأسه فانيا حال النّطق كلّا أو
بعضا.
(١) أي قول
الله.
(٢) فسّر القول
أوّلا بالأمر لمكان قوله : «اطلعي» فإنّه مفعول به ل «قيل» ، وعطف الإرادة على
الأمر عطف تفسير.
وعبارة عبد
الحكيم في بيان التّفسير المذكور ما هذا نصّه : فسّر ال «قيل» بالأمر لقوله :
«اطلعي» فإنّه
مفعول به ل «قيل» إن كان مصدرا ، وبدل أو عطف بيان منه إن كان اسما وكذلك لفظ
الأمر يحتمل أن يكون مصدرا وأن يكون اسما بمعنى الصّيغة ، ثمّ بيّن المراد بعطف
الإرادة لعدم الأمر حقيقة عند المحقّقين ، وأمّا عند القائلين بخطاب كن بعد
الإرادة فالأمر بمعنى الحقيقي لأنّ «اطلعي» بمعنى كوني طالعة ، انتهى. وتمام البيت
:
قيل الله
للشّمس اطلعي
وإذا واراك
أفق فارجعي
أي إذا سترك
أفق المغرب فارجعي إلى أفق المشرق واطلعي.
(٣) أي فإنّ
قوله : «أفناه قيل الله» يدل على أنّ أبا النّجم يعتقد أنّ الإفناء فعل الله ،
كالتّمييز المستفاد من «ميّز».
(٤) أي
التّمييز المذكور.
(٥) بجعل
المصدر بمعنى اسم الفاعل ، كأنّه قيل اللّيالي الجاذبة ، فيكون الإسناد مجازا ، من
قبيل صام نهاره.
(٦) فيكون
المميّز والمفني هو الله تعالى بسبب مرور اللّيالي والأيّام ، فيكون من قبيل بنى
الأمير المدينة.
(٧) أي المجاز
العقليّ فهذا الكلام من المصنّف إشارة إلى تقسيم المجاز العقليّ باعتبار طرفيه ،
وهو أربعة أقسام لأنّ طرفيه إمّا حقيقتان أو مجازان ، أو الأوّل مجاز والثّاني