وتسمية مثل هذا الحكم (١) فائدة الخبر بناء (٢) على أنّه من شأنه أن يقصد بالخبر
ويستفاد منه ، والمراد (٣) بكونه عالما بالحكم حصول صورة الحكم في ذهنه ، وههنا
أبحاث شريفة سمحنا بها (٤) في الشّرح [وقد ينزّل (٥)] المخاطب [العالم بهما] أي
عالم به» أي الشّأن كلّ خبر أفاد المخاطب الحكم ، أفاد أنّه أي المخبر عالم
به ، أي بذلك الحكم ، لأنّ المخبر لا يخبر ما لم يعلمه ، ومادّة الافتراق من جانب
لازم فائدة الخبر ما إذا كان الحكم معلوما عند المخاطب قبل الإخبار كقولك ـ لمن
عنده زيد ، ولم يعلم أنّك تعلم ذلك ـ : زيد عندك ، وقد أشار الشّارح إلى مادّة
الافتراق بقوله : «لجواز أن يكون الحكم معلوما قبل الإخبار».
(١) أي الحكم
بحفظ التّوراة وما يماثله ، وهو كلّ حكم يكون معلوما عند المخاطب قبل الإخبار.
(٢) جواب عن
سؤال مقدّر ، تقديره : أنّ حفظ التّوراة معلوم للمخاطب لم يستفد من الخبر ولم يقصد
به فكيف يسمّى فائدة؟ وحاصل
الجواب : أنّه ليس
المراد بالفائدة ما يستفاد من الخبر بالفعل ، بل ما من شأنه أن يستفاد منه ، وهذا
المقدار يكفي في مقام التّسميّة.
(٣) جواب عن
المنع الوارد على الملازمة في قوله : «كلّما أفاد الحكم أفاد أنّه عالم به».
تقريب المنع :
أنّا لا نسلّم أنّه كلّما أفاد الحكم أفاد أنّه عالم به لجواز أن يكون المخبر أخبر
بشيء عالما بخلافه ، أو شاكّا فيه أو متوهّما له.
وحاصل
الجواب : إنّ هذا المنع
مبنيّ على أن يكون المراد بالعلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع ، وليس كذلك ،
بل المراد بالعلم هو حصول صورة هذا الحكم في ذهن المخبر ، والعلم بهذا المعنى
ضروريّ في كلّ مخبر عاقل تصدّى للإخبار.
(٤) أي جدنا
بتلك الأبحاث الشّريفة في المطوّل ، فراجع.
(٥) تخريج
للكلام على خلاف مقتضى الظّاهر ، فكان الأولى أن يذكره فيما يأتي في الكلام على
التّخريج على خلاف مقتضى الظّاهر المشار إليه بقوله : «وكثيرا ما يخرج الكلام على
خلافه» لأنّ الكلام هنا إنّما هو في إخراج الكلام على مقتضى الظّاهر.
إلّا أن يقال :
إنّ المصنّف ذكره هنا جوابا عن سؤال وارد على الكلام السّابق.
وحاصل السّؤال
: أنّه لو كان قصد المخبر منحصرا في الأمرين المذكورين لما صحّ