(١) أي مرتبتان
، أي مرتبة أعلى ومرتبة أدنى وبينهما ، وهذا إشارة إلى أنّ البلاغة تختلف بمراعاة
تمام الخصوصيّات المناسبة للمقام وعدم مراعاة جميعها ، بل واحدة منها.
فعلى الأوّل : يتحقّق الطّرف الأعلى للبلاغة وهو حدّ الإعجاز ، أي
مرتبة الإعجاز. وعلى الثّاني
: يتحقّق الطّرف
الأسفل ، ثمّ المراتب المتوسّطة بينهما تتحقّق بحسب مراعاة كثرة الاعتبارات
المناسبة للمقام وقلّتها ، وفي قوله : «ولها طرفان» استعارة بالكناية أي شبّه في
نفسه البلاغة في الكلام بشيء ممتدّ له طرفان في الامتداد ، ثمّ ترك أركان التّشبيه
سوى لفظ المشبّه ، وأراد به معناه الحقيقي وأثبت له لازما من لوازم المشبّه به
أعني «الطّرفان» فالتّشبيه المضمر في النّفس استعارة بالكناية وإثبات الطّرفين
للبلاغة استعارة تخييليّة.
(٢) أي الأعلى
حدّ الإعجاز ، أي مرتبته فيكون الحدّ بمعنى المرتبة وإضافته إلى الإعجاز بيانيّة.
(٣) أي
الإعجاز.
(٤) أي يرتفع
شأن الكلام.
(٥) أي بسبب
بلاغته لا بسبب أمر آخر كالإخبار عن المغيبات مثلا ، فكلمة «في» للسّببيّة كما في
قوله : (... في هرّة حبستها).
(٦) أي عن
قدرتهم وطاقتهم.
(٧) أي الكلام
يعجز البشر عن المعارضة ، فالضّمير المستتر راجع إلى الكلام ، والبارز إلى البشر.
لا
يقال : إنّ ما ذكر في
تفسير الإعجاز من أنّه أن يرتقى الكلام في بلاغته إلى أن يخرج عن طوق البشر ممنوع
، لأنّ البلاغة متقوّمة بركيزتين : إحداهما المطابقة ، والأخرى الفصاحة ، وعلم
البلاغة أعني المعاني والبيان متكفّل لإتمام هاتين الرّكيزتين ، فمن أحاط بهذين
العلمين يمكن أن يراعيهما حقّ الرّعاية فيأتي بكلام هو في الطّرف الأعلى من
البلاغة.
فإنّه
يقال : لا يعرف بهذا
العلم إلّا أنّ هذا الحال يقتضي ذلك الاعتبار مثلا ، وأمّا الاطّلاع على جميع
الأمور الّتي بها يطابق الكلام لمقتضى الحال فلا يمكن إلّا لله تعالى ، فلا