قال ابن هشام في المغني: و قد وجدت آية في التتريل، وقع فيها الخبر
اسما مشتقّا، و لم يتنبّه لها الزمخشريّ، كما لم يتنبّه لآية لقمان، و لا ابن
الحاجب، و إلا لما منع من ذلك، و لا ابن مالك، و إلا لما استدلّ بالشعر، و هي قوله
تعالى:يَوَدُّوا
لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ [الأحزاب/ 20]، و وجدت آية، الخبر فيها ظرف، و هي:لَوْ أَنَّ عِنْدَنا
ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ [الصافات/ 168]، انتهى.
قال الدمامينيّ في شرحه قول المصنّف: و لو حينئذ بقصور نظر هؤلاء
الأئمة و تبجّح بالاهتداء إلى ما لم يهتدوا إليه، ثمّ بأن أنّ ما اهتدى إليه دونهم
ليس بشيء، و ذلك لو في هذه الأية الّتى أوردها ليست ممّا الكلام فيه، لأنّها
مصدريّة أو للتمنّي، و الكلام أنّما هو في لو الشرطيّة، قال الرضيّ في شرح
الحاجبيّة: أمّا قوله تعالى:يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ،فلأنّ لو بمعنى أن المصدريّة، و
لييست بشرطيّة لمجيئها بعد فعل دالّ على التمنّي. و قال ابن الحاجب في منظومته [من
الرجز]:
1019-
لو أنهّم بادون في الأعراب
لو للتّمنّي ليس من ذا الباب
انتهى:
قال السيوطيّ في الإتقان[3]: و أعجب من ذلك أنّ مقالة الزمخشريّ
سبقه إليه السيرافيّ، و هذا الاستدراك و ما استدرك به منقول قديما في شرح الإيضاح
لابن الخبّاز، لكن في غير مظنّته، فقال في باب إنّ و أخواتها، قال السيرافيّ: تقول:
لو أنّ زيدا قام لأكرمته، و لا يجوز لو أنّ زيدا حاضر لأكرمته، لأنّك لم تلفظ بفعل
يسدّ مسدّ ذلك الفعل، هذا كلامه، فقد قال اللّه تعالى:وَ إِنْ يَأْتِ
الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ [الأحزاب/ 20]، فأوقع خبرها صفة، و
لهم أن يفرّقوا بأنّ هذه للتمنّي، فأجريت مجرى ليت كما تقول: ليتهم بادون.
[1] - هو لتميم بن أبي بن مقيل. اللغة: تنبو:
تتباعد، ملموم: اسم مفعول، يقال حجر ملموم أي مستدير صلب.
[2] - هو للبيد بن ربيعة العامريّ. اللغة: الفلاح:
النجاة و البقاء، و أراد بملاعب الرماح عامر بن مالك الّذي يقال له: ملاعب الأسنة،
و هو ابن عمّ الشاعر.
[3] - الإتقان في علوم القرآن للشيخ عبد الرحمن
السيوطيّ المتوفى سنة 911 ه. كشف الظنون 1/ 8.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 905