responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 868

قوله: «أقوى أو أضعف» صفتان لجزء، أي أقوى من سائر أجزاء المعطوف عليه نحو: مات الناس حتّى الانبياء، أو أضعف منه، نحو: قدم الحاجّ حتّى المشاة، و قد اجتمعا فى قوله [من الطويل‌]:

969- قهرناكم حتّى الكماة فكلّكم‌

يحاذرنا حتّى بنونا الأصاغر [1]

قال ابن يعيش: إذا قلت: ضربت القوم حتّى زيدا، فلا بدّ أن يكون زيدا أرفعهم أو أدناهم، ليدلّ بذكره على أنّ الضرب قد انتهى إلى الرفعاء أو الرضعاء، فإن لم يكن زيد بهذه الصفة لم يكن لذكره فائدة، إذ كان قولك: ضربت القوم يشتمل على زيد و عمرو و غيرهما، فلمّا كان ذكر زيد يفيد ما ذكرناه، وجب أن يكون داخلا في حكم ما قبله و أن يكون بعضا لما قبله، فيستدلّ بذكره على أنّ الفعل قد عمّ الجميع، و لذلك لا تقول: ضربت الرجال حتّى النساء، لأنّ النساء لسن من الرجال، و لا يتوهّم دخولهنّ، و إنّما يذكر بعد حتّى ما يشتمل عليه الأوّل، و يجوز أن لا يقع عليه الفعل لرفعته أو دنائته، فبيّن بحتّى أنّ الأمر قد انتهى إليه.

«بمهلة ذهنيّة» متعلّق بعاطفة، أى بحسب الذهن لا بحسب الخارج كما فى ثمّ، إذ المناسب بحسب الذهن في نحو: مات الناس حتّى الأنبياء، أن يتعلّق الموت أوّلا بغير الأنبياء، و يتعلّق بعد التعلّق بهم بالأنبياء، و إن كان موت الأنبياء بحسب الخارج فى أثناء سائر الناس، و هكذا المناسب في الذهن تقدّم قدوم ركبان الحاجّ على رحالتهم، و إن كان فى بعض الأوقات على عكس ذلك، و مع هذا يصحّ أن يقال: قدم الحاجّ حتّى المشاة، و ظهر بذلك أنّه لا يعتبر فيها الترتيب الخارجىّ أيضا، بل المعتبر فيها ترتيب أجزاء ما قبلها ذهنا من الأضعف إلى الأقوى أو بالعكس.

و ذهب جماعة منهم ابن الحاجب و الزمخشرىّ [إلى‌] أنّها تفيد الترتيب و المهلة كثمّ، قال ابن مالك: هى دعوى بلا دليل، ففي الحديث: كلّ شي‌ء بقضاء و قدر حتّى العجز و الكيس‌ [2]، ليس في القضاء ترتيب، و إنّما الترتيب في ظهور المقتضيات، و قال الشاعر [من الطويل‌]:

970- لقومى حتّى الأقدمون ...

...

تمالأوا على كلّ أمر يورث المجد و الحمدا»،

[3]

فعطف الأقدمون، و هم سابقون.


[1] - لم يذكر قائله، اللغة: قهر: غلب، الكماة: جمع كمى، الشجاع المقدام الجرئ، الأصاغر: جمع أصغر.

[2] - روي كل شي‌ء بقدر ...، الموطّأ، 2/ 400، رقم 1709.

[3] - تمامه:

تمالأوا على كلّ أمر يورث المجد و الحمدا»،

 

و هو مجهول القائل. اللغة: تمالأوا: اجتمعوا و تعاونوا.

اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 868
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست