فزاد إن بعد ما المصدريّة لشبهها في اللفظ بما النافية، قال ابن هشام:
و يضعف الأوّل أنّ زيادة اللام في الخبر خاصّة في الشعر، و الثاني أنّ الجمع بين
لام التوكيد و حذف المبتدأ كالجمع بين المتنافيين.
الثالث من الأمور:أنّ ما قبل إنّ المذكورة لا يقتضي أن يكون جوابه نعم، إذ لا يصحّ أن
يكون جوابا لقول موسى:وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ
بِعَذابٍ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى [طه/ 61]، و لا يكون جوابا لقوله:فَتَنازَعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ [طه/ 62]، و هذا الردّ حكاه بعضهم عن أبي على الفارسيّ.
قال الدمامينيّ: و هو حسن، و تعقّبه الشمنيّ بأنّه لا حسن فيه، فإنّه
على هذا الحمل جواب لإخبار بعضهم بعضا، أو لاستخبار بعضهم عند إسرارهم النجوي كما
حكاه اللّه تعالى لنا، فليتأمّل، فإنّه من المحاسن، و يؤيّده قول صاحب الكشّاف: و
الظاهر أنهم تشاوروا في السّرّ، و تجاذبوا أهداب[2]القول ثمّ:قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ [طه/
63]، فكانت نجواهم فى تلفيق هذا الكلام و تزويره خوفا من غلبتهما و تثبيطا للناس
عن اتّباعها، انتهى.
و قد مرّ لتأويل هذه القراءة وجوه أخر في باب أسماء الإشارة، و
استوفينا الكلام عليها هناك، فليرجع إليه.