اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 606
القبح، فتقول: هو أعلم من زيد يوم الأربعاء و أجهل منه يوم الخمسين، و
زيد أحسن من عمرو، و عمرو أقبح من بكر.
«غيرمصوغ منه أفعل لغير التفضيل»و يعبّر عن هذا بأن لا يدلّ على لون
و لا عيب، و ما عبّر به المصنّف (ره) أولى، لأنّه لا يبنى ممّا يدلّ على حلية
أيضا، فعبارتهم تحتاج إلى زيادة قيد و لا حلية كما نبّه عليه بعضهم.
«فلايبنى من»غير فعل، و شذّ هو أحنك البعيرين، و
هو أقمن به، و ألصّ من شظاظ، صاغوا الأوّل من الحنك، و هو اسم عين، و المعنى
أكلهما أي أشدّهما أكلا، و الثاني من القمن، و هو الحقيق، و الثالث من اللص بمعنى
السارق.
و شظاظ بكسر الشين و ظائين معجمات اسم لصّ من بني ضبّة، قاله في
التصريح، ثمّ انتقد الحكم لشذوذ الأخير المجزوم به في التصريح كغيره بأنّ ابن
القطاع[1]نقل
لا لصّ فعلا، فقال يقال: لصّ، إذا أخذ المال بخفية، قال: فعلى هذا لا شذوذ فيه،
انتهى.
و قال بعضهم: و في الحكم بشذوذ الأوّل أيضا نظر، لأنّه يجوز أن يكون
من أحنك الجراد الأرض، إذا أكل ما عليها، فيكون مثل أخصر من اختصر بحذف الزوائد،
انتهى.
قلت: و هو كغسل الدم بالدم، إذ هو على هذا التقدير شاذّ أيضا، لكن
شذوذه من جهة بنائه من غير الثلاثيّ.
و لا من فعل رباعيّ، أي ما كان حروفه أربعة، سواء كان كلّها أصولا، أم
بعضها زائدا، كما هو مصطلح النحاة، «نحو: دحرج
و»انطلق،
إذ لا يمكن بناؤه منه، لأنّه لو نقص لاختلّ، و لو لم يحذف لزاد على بناء افعل، و
شذّ هذا الكلام أخصر من غيره، بنوه من اختصر بالبناء للمفعول، و هو أعطاهم للدراهم
من أعطى، و أولاهم للمعروف من أولى، و أكرمهم للضيف من أكرم، و هذا المكان أقفر من
غيره من أقفر.
هذا مذهب جمهور البصريّين، و جوزّ بعضهم بناءه من أفعل مطلقا، و عزي
إلى سيبويه، و جزم به ابن مالك في التسهيل وفاقا له، و صحّحه ابن هشام الخضراويّ،
و فصّل ابن عصفور بين أن تكون الهمزة للنقل كأعطى، فلا يجوز، و بين أن لا يكون
للنقل، فيجوز نحو: هذه الليلة أظلم من تلك الليلة، و هذا المكان أقفر من ذلك
المكان.
قال ابن الحاج[2]و الرضيّ و الشاطبيّ: و هذا التفضيل
لا يعرفه نحويّ.
[1] - أحمد بن محمد بن أحمد الأزديّ يعرف بابن
الحاج قرأ على الشّلوبين و أمثاله. و له على كتاب سيبويه إملاء، و مصنّف في علوم
القوافي، و مختصر خصائص ابن جنيّ، و له حواش على سرّ الصناعة و على الإيضاح و مات
سنة 467 ه. بغية الوعاه 1/ 395.
[2] - على بن جعفر بن محمد المعروف بابن القطاع
الصقلي، كان إمام وقته بمصر في علم العربية و فنون الأدب، صنف: الأفعال، أبنية
الاسماء و ... مات سنه 515 ه، المصدر السابق 2/ 154.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 606