اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 563
و أفهم تقييد المسألة بالمضمر أنّ إبدال الظاهر من الظاهر جائز كما
مرّ، و ببدل الكلّ أنّ ابداله بدل بعض أو اشتمال جائز من المضمر مطلقا، كقوله [من
الرجز]:
فمجدنا و سناؤنا بدل اشتمال من ضمير المتكلّم، و هو نا، و إنّما جاز
ذلك، لأنّ مدلول الثاني فيه ليس مدلول الأوّل، فلم يبل بكون الأوّل أقوى و أخصّ،
لأنّ الثاني يفيد فائدة زائدة على المتبوع.
و يرد على المصنّف (ره) أنّهم جوّزوا إبدال الظاهر من ضمير الحاضر بدل
كلّ، إذا كان مفيدا للإحاطة، نحو قوله تعالى:تَكُونُ لَنا عِيداً
لِأَوَّلِنا وَ آخِرِنا [المائدة/ 114]، و أوّلنا و آخرنا بدل كلّ من ضمير المتكلّم المجرور
باللام، و لذلك أعيدت اللام مع البدل، و لم أر من حكى خلافا في جواز ذلك، و لم
يعتبر الأخفش قيد إفادة الاحاطة، فجوزه مطلقا تمسّكا بقوله [من البسيط]:
«قال بعض المحقّقين»و هو الإمام جمال الدين محمد بن مالك في التسهيل، و تبعه الشيخ جمال
الدين بن هشام في الأوضح و الجامع: «لايبدل المضمر»مطلقا «منمثله»أي من مضمر وقوفا مع السماع «لا من الظاهر»قال في شرح التسهيل: إنّه لم يسمع، «ما مثّل به لذلك»في كلام النحاة «مصنوععلى العرب». و ما أوهم ذلك جعل توكيدا «فنحو: قمت
أنت»،و
رأيتك أنت، و مررت بك أنت، و رأيتك إياك، و أجبت زيدا إيّاه «تأكيدلفظيّ»أمّا نحو: قمت أنت فكونه تاكيدا متّفق عليه من الفريقين، و أمّا نحو:
رأيتك إيّاك، فالبصريّون على أنّه بدل، و الكوفيّون على أنّه توكيد.
قال ابن مالك: و قول الكوفيّين عندي أصحّ من قول البصريّين، لأنّ نسبة
المنصوب المنفصل من المنصوب المتّصل في نحو: رأيتك إيّاك كنسبة المرفوع المنفصل من
المرفوع المتّصل في نحو: فعلت أنت، و المرفوع تأكيد بإجماع، فليكن المنصوب تأكيدا
ليجرى المتناسبان مجرى واحدا. قال المراديّ: و كأنّه يعني بقوله: تأكيدا بإجماع
أنّه يجوز لا أنّه يتعيّن، فإنّهم قد أعربوا قمت أنت بدلا، انتهى، فتأمّل.
[1] - هو لعديل بن الفرج. اللغة: الأداهم: جمع أدهم
و هو القيد، الشثنة: الغلظة و الخشنونه، المناسم جمع منسم: خف البعير و أراد به
تحت قدميه.
[2] - هو للنابغة الجعدي. اللغة: السناء: العلو و
الارتفاع.
[3] - لم ينسب البيت إلى قائل معين. اللغة: كفينا:
وقينا، أمّ: قصد، ضليلا: الشديد الضلال.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 563