اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 257
العامل المحدث للفتحة الإعرابيّة فعطف عليه لفظا لمشابهة الفتح فيه
النصب، و أما الخبر فلا يجوز عند سيبويه أن يقدّر لهما خبرا واحدا بعدهما، لأنّ
خبرما بعد لا الأولى مرفوع عنده بما كان مرفوعا به قبل دخول لا، و خبر ما بعد لا
الثانية مرفوع بلا الأولى، لأنّ الناصبة لاسمها عاملة عنده في الخبر وفاقا لغيره،
فيلزم ارتفاع الخبر بعاملين مختلفين و لا يجوز، فيجب أن تقدّر لكلّ منهما خبرا على
حياله، فيكون الكلام عنده جملتين.
كذا قرّره الرضيّ و عند غيره يجوز تقدير خبر واحد لهما، لأنّ العامل
عندهم، لا وحدها فيكون الكلام حينئذ جملة واحدة، و يجوز أن تقدّر عندهم لكلّ خبرا،
فيكون الكلام عندهم جملتين أيضا، هذا الوجه أضعف الوجوه حتى خصّه يونس و جماعة
بالضرورة، لأن نصب الاسم[1]مع وجود لا ضعيف، و القياس فتحه بلا
تنوين، فهو عندهم كتنوين المنادى المفرد المعرفة، و جعله الزمخشري منصوبا على
إضمار فعل، أي و لا أري قوّة.
تنبيهان:الأوّل:هذه الخمسة الأوجه مأخوذة من اثني عشر وجها، و ذلك لأنّ ما بعد لا
الأولى يجوز فيه البناء على الفتح، و الرفع على الإلغاء، الرفع على إعمالها عمل
ليس فهذه ثلاثة، و ما بعد لا الثانية يجوز فيه ذلك، و وجه رابع، و هو النصب. و إذا
ضربت هذه الأربعة في الثلاثة الأوّل بلغت اثني عشر، و كلّها جائز إلا اثنين، و هما
رفع الأوّل على الإلغاء أو على الإعمال عمل ليس و نصب الثاني. و أنهاها ابن الفخار[2]في شرح
الجمل إلى مائة و واحد و ثلاثين وجها، قاله في التصريح.
الثاني:إذا لم تتكرّر لا مع المعطوف وجب فتح الأوّل و جاز في الثاني الرفع و
النصب كقوله [من الطويل]:
روى و ابن بالرفع عطفا على محلّ لا مع اسمها، و بالنصب عطفا على محلّ
اسمها باعتبار عملها، و ربّما فتح منوّنا معه لا. حكى الأخفش: لا رجل و امرأة
بالفتح. و هو شاذّ.
[2] - محمد بن على بن أحمد يعرف بابن الفخار، كان
مبرّزا أمام أعلام البصريين من النحاة، مات سنة 754 ه.
بغية الوعاة 1/ 174.
[3] - هو للربيع بن الفزاريّ. اللغة: مروان: أراد
به مروان الحكم، ابنه: أراد به عبد الملك بن مروان، ارتدي و تأزّرا: كنى بإرتدائه
المجد و تأزّر به عن ثبوته له أفرد الضمير تعويلا على أن إسناد شيء إلى أحدهما
كإسناده إليهما جميعا إذ كان الغرض مدحهما معا.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 257