اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 170
و أجازه ابن كيسان في النثر أيضا، فيقال: الشمس طلع، كما يقال: طلع
الشمس، لأنّ التأنيث مجازيّ، و لا فرق بين المضمر و الظاهر، و استدلّ على ذلك لأنّ
الشاعر كان يمكنه أن يقول: أبقلت إبقالها بالنقل، فلمّا عدل عن ذلك مع تمكّنه منه
علم أنّه مختار، لا مضطر[1]، و أجيب بأنّه إنّما يثبت ما ذكره
بعد ثبوت أنّ هذا الشاعر ممّن يخفّف الهمزة بالنّقل و غيره، فإنّ من العرب من لا
يجيز في الهمزة إلا التحقيق، و قد يعارض بالمثل، فيقال: إنّما تثبت دعوى الضرورة
بعد ثبوت كونه ممّن لا يخفّف الهمزة بالنقل، و يؤيّد ما قاله ابن كيسان إنّ الأعلم
حكى في شرح أبيات كتاب سيبويه أنّه روى أبقلت أبقالها بتخفيف الهمزة، قال: و لا
ضرورة فيه على هذا، إذ هو دليل على أنّ قائله يجيز النقل، قال: و على رواية تخفيف
الهمزة إنّما هو لتأويل الأرض بالمكان فلا ضرورة.
و في هذا التأويل نظر، لأنّ الهاء في ابقالها تأباه، قاله في
التصريح، و احترز بالمتّصل عن المنفصل، نحو: هند ما قام إلا هي، أو يقوم إلا هي، و
الشمس ما طلع إلا هي، أو يطلع إلا هي.
فالتذكير واجب لعدم التوهّم الّذي يحصل هناك، لأنّ الفعل لا يكون له
فاعلان، و التقييد بالغائبة احتراز عن الحاضرة، نحو: قمت، و أقوم، فإنّه لا يمكن
تأنيثه، و إن كان ضميرا متّصلا لمؤنث، و أمّا نحو: طلحة علما للرّجل فلا يجوز في
ضميره المتّصل إلحاق التاء، فلا يقال: طلحة قامت، و أجازه بعض الكوفيّين، نظرا إلى
اللّفظ، و هو بعيد، إذ يلزم منه اشتباه المذكّر بالمؤنّث، فيحصل اللّبس مع انتفاء
القرينة، و هو محذور.
«لك الخيار»في إلحاق علامة التأنيث للفعل و
تركها «معظاهر»المؤنّث «اللفظي»في
السعة، «كطلعت»الشمس، و
تطلع الشمس، «أوطلع الشمس»،و يطلع الشمس، ما لم يكن علما للمذكّر
الحقيقيّ، نحو: طلحة، فليس فيه خيار، بل يجب التذكير، خلافا لبعض الكوفيّين، و
إنّما جاز هنا الوجهان، لأنّه مؤنّث لفظا، غير مؤنّث معنى، فجاز الأمران باعتبار
الوجهين، و مثله جمع تكسير لمذكّر، نحو: قالت الزّيود، و قال الزّيود، أو المؤنّث
كقامت الهنود، و قام الهنود، و اسم الجمع المذكّر كقامت قومك، و قام قومك، أو
لمؤنث، كقامت النّساء، و قام النّساء، و اسم الجنس كأورقت الشجر، و أورق الشجر،
فالتأنيث في ذلك كلّه على التأويل بالجماعة، و التذكير على التأويل بالجمع.
و أمّا جمع تصحيح المذكّر فكمفرده، لأنّ سلامة نظم مفرده تدلّ على
التذكير، و كذا جمع تصحيح المؤنّث، كما مرّ قيل، و قضية هذا التعليل جواز الوجهين
في نحو: جاء
[1] - هذا خطأ ظاهر، لأنّه في «الشمسطلع» الفاعل ضمير «هو» مذكّر و مرجعه «الشمس» مؤنّث.
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد الجزء : 1 صفحة : 170