responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 1

الإهداء

إلى صاحب العصر و الزمان المهدي الموعود (عج) و إلى أسرتي و إلى كلّ من يحبّ اللغة العربية فإنّها كلام اللّه الّذي يكلّم به خلقه‌ [1] و اللغة الّتي يتكلّم الناس بها في الجنّة [2]

مقدّمة

الحمد للّه الّذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، و الصلاة و السّلام على نبي الأمم سيّدنا محمّد الأجلّ الأكرم.

علم النحو، علم يعرف به صحّة و سقم اللغة، و ما يتعلّق بالألفاظ من حيث موقعها في الجملة، و الغرض منه الإحتراز عن الخطأ في التأليف، و القدرة على الفهم و الإيصال. و أهمية علم النحو متأتّية من وجوب الحفاظ على أصول و قواعد اللغة كفرض. إذ لا يحفظ دين و لا ثقافة إلا بحفظ اللغة، و قد صدق من قال:

حفظ اللغات علينا

فرض كفرض الصلات‌

فليس يحفظ دين‌

إلا بحفظ اللغات‌

و انطلاقا من حرص المسلمين على فهم ما جاء به كلام الوحي بأفضل وجوهه، فقد شكّل القرآن الكريم بالنسبة لهم نبعا ثرّا، توفّروا منه على معارف غزيرة، ساعدتهم في تطوير هذا الفهم و وضع أسس علميّة له، و ذلك بما توفّر لهم من وسائل و قدرات علمية. و إذا ما كان جمع القرآن يمثّل أولى الخطوات على طريق الاهتمام بالقرآن الكريم. فإنّ وضع علم النحو يمثّل الخطوة الثانية للحافظ على سلامة أداء النص القرآنيّ بعد شياع اللحن على ألسنة الناس. من هنا يمكن القول إنّ هاجس الحفاظ على سلامة النص القرآنيّ كان الدافع الرئيس لوضع علم النحو و الإعراب، ذلك لأنّ ظهور اللحن و تفشّيه بين الخاصّة و العامّة حتّى على لسان قرّاء القرآن الكريم كان الباعث على تدوين أصول اللغة و استنباط قواعد النحو.

و بهذا نرى أنّ السبب و الدافع الرئيس في وضع القواعد النحوية كان حفظ القرآن الكريم من التحريف و الخطأ و الانحراف، بحيث يمكن اعتبار العامل الدينيّ هنا أنّه شكّل العامل الأوّل فى وضع علم النحو بالإضافة إلى عوامل أخرى.

و قد قيل إنّ أوّل كلام في النحو أطلقه أبو الأسود الدؤلي المتوفي سنة 67 ه. و إنّ اسم علم النحو جاء من مضمون ما جرى بين علي بن أبي طالب (ع) و أبي الأسود


[1] - عن الصادق (ع) تعلّموا العربيّة فإنّها كلام اللّه الّذي يكلّم به خلقه. الشيخ عباس القمي، سفينة البحار، الجزء الثاني، لاط، بيروت، دار المرتضي، لات، ص 272.

[2] - روى ابن عباس عن النبيّ (ص) قال: أحبّ العرب لثلاث: لأنّي عربيّ، و القرآن عربيّ، و كلام أهل الجنّة عربيّ. الطبرسي، مجمع البيان، الجزء الخامس، الطبعة الثانيّة، بيروت، دار المعرفة، 1408 ه ق، ص 316.

اسم الکتاب : الحدائق الندية في شرح الفوائد الصمدية المؤلف : المدني، عليخان بن احمد    الجزء : 1  صفحة : 1
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست