اسم الکتاب : مباحث الاُصول، القسم الثاني المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 261
قبح الفعل المتجرّى به
المقام الثاني: قبح الفعل المتجرّى به وعدمه. وهناك جهتان من البحث:
إحداهما: في مقابل الشيخ الأعظم المنكر للقبح، وأنّه لا يوجد في المقام شيء عدا سوء سريرة العبد لا قبح فعله.
والثانية: في قبال المحقّق النائينىّ الذي سلّم بالقبح على ما في تقرير المحقّق الكاظمىّ ، وقال: إنّه قبح فاعلىّ، وليس قبحاً فعليّاً.
مع المنكرين للقبح
أمّا الجهة الاُولى: فتحقيق الكلام في ذلك: أنّ في موارد استحقاق المولى ـ عزّ اسمه ـ على عبده الطاعة عنصرين: عنصر الحكم الإلزامىّ، وعنصر الوصول بمرتبة من مراتب الوصول المنجّزة. فما هو مصبّ حقّ الطاعة من هذين العنصرين؟
يبدو أوّل وهلة في النظر أربعة احتمالات:
1 ـ أن يكون مصبّه العنصر الأوّل، بمعنى: أنّ من حقّ المولى على العباد إطاعة حكمه الإلزامىّ سواء وصل أو لا.
2 ـ أن يكون مصبّه العنصر الثاني، بمعنى: أنّ من حقّ المولى على العباد إطاعة ما وصل إليهم من حكمه ولو كان الوصول خاطئاً: بأن لم يكن هناك حكم إلزامىّ في الواقع.
3 ـ أن يكون مصبّه مجموع العنصرين، أو قل: الحكم الواقعىّ الواصل.
4 ـ أن يكون مصبّه كلا العنصرين، أي: إنّ صدور الحكم وحده موجب لحقّ الطاعة ولو لم يصل، والوصول وحده موجب لحقّ الطاعة ولو لم يطابق الواقع.
اسم الکتاب : مباحث الاُصول، القسم الثاني المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 261