responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 309

كحياته بفرق امتداد في الزمن مئة مرّة مثلاً، وما هو بمزحزحنا من الفناء أن نعمّر ألف سنة، وبفرق أنّ آلامنا تفوق آلامه بكرّات المرّات؟ أفلا ترى أنّ هذا العبث لا ينتهي إلاّ بأن يجد الإنسان طعم الحياة الحقيقية في عالم الآخرة، ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الاْخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون[1]؟

ثم إنّ الإنسان هو أرقى موجود سخّرت له السماوات والأرض والأفلاك والأملاك والهواء والطيور والحيتان والبهائم والطاقات وسائر النعم، ومع كلّ هذا نرى أنّ الشقاء والتعب لا ينفصلان عن أحد في الغالبية العظمى ـ على الأقل ـ إن لم يكن في الكلّ، فهل كان كلّ هذا عبثاً ولعباً من المولى سبحانه وتعالى؟!

وتنبيه القرآن الكريم على هذا الوجه قد ورد متكرّراً كقوله تعالى:

1 ـ ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون[2]. اُنظر كيف ربط الله سبحانه وتعالى نفي العبث بالرجوع إليه، يعني لولا المعاد لكان خلقكم عبثاً، بل وردت هذه الآية في أعقاب آيات الجزاء من الثواب والعقاب حيث قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ



[1] س 29 العنكبوت، الآية: 64.

[2] س 23 المؤمنون، الآية: 115.

اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست