responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 253

لدى هذا الجيل تطبيقاً واقعيّاً لهذا النظام أو مفهوماً محدّداًعنه؟!!»[1].

التنصيص بآيتي التبليغ والإكمال

ممّا يدل على أنّ الرسول لم يؤكّد على الشورى بل أكّد على النصّ من قبل الله تعالى آية التبليغ، وهي قوله عزّ وجلّ: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين[2]. فإنّ الآية المباركة واضحة في أنّ ما اُنزل على الرسول والذي تشير إليه هذه الآية مشتمل على خصوصيّات ثلاث:

الاُولى : أنّه كان من الأهمّية بمستوى يوازي أصل الرسالة ولهذا يقول: ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه، وليس المقصود بهذه العبارة: إن لم تبلّغ رسالته فما بلّغت تلك الرسالة; فإنّها قضيّة بشرط المحمول وبديهيّة لا تحتاج إلى بيان، بل المقصود: إن لم تبلّغ هذا الذي اُنزل إليك فكأنّك لم تبلّغ أصل الرسالة، وما الذي يمكن أن يفترض عِدلاً للرسالة عدا أمر الخلافة والولاية الذي يكون تضييعه مؤدّياً إلى تضييع أصل الدين؟

الثانية : أنّ الرسول كان يتثاقل من تبليغه، وإلاّ لم يكن هناك مورد لهذا التأكيد والتهديد بأنّ عدم إبلاغه يساوي عدم إبلاغ أصل الرسالة. ويا ترى هل تثاقل الرسول عن تبليغ حكم الصلاة أو الصوم أو الزكاة أو الحج أو أيّ حكم آخر؟

الثالثة : أنّ تثاقل الرسول عن التبليغ كان خوفاً من الناس; ولهذا أمّنه



[1] التشيّع والإسلام (بحث حول الولاية): 23 ـ 27.

[2] س 5 المائدة، الآية: 67.

اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست