علماً[1]. أعضاؤكم شهوده، وجوارحكم جنوده[2]، وضمائركم عيونه[3]، وخلواتكم عيانه»[4].
قال الله تعالى:﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُون﴾[5]، ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الاَْرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾[6]، ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَات وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا﴾[7]، ﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّة﴾[8].
فمن الذي كان يعلم وقتئذ تأثير الجبال في استقرار الأرض، وأنّها بمنزلة الأوتاد والرواسي؟ في حين أنّه بعد مضيّ قرون متمادية انكشف الأمر للعلماء،
[2] ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾. س 36 يس، الآية: 65. ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْء وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُون﴾. س 41 فصّلت، الآية: 21 ـ 22.
[3] ﴿بَلِ الاِْنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَه﴾. س 75 القيامة، الآية: 14 ـ 15.
[4] نهج البلاغة، الخطبة 199. ﴿وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾. س 64 التغابن، الآية: 4.
[5] س 16 النحل، الآية 15.
[6] س 78 النبأ، الآية: 6 ـ 7.
[7] س 77 المرسلات، الآية: 27.
[8] س 31 لقمان، الآية: 10.