responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 125

دون أن يكون قد صدر منه ما يعدّ ذنباً، أو يتركوا مديح من يساعد ضعفاءهم تلبيةً لوجدان الخير والرأفة.

وأمّا مالكيّة الله سبحانه وتعالى لعبيده فممّا لا شك فيها; ولكنها لا تنفي قبح ظلمهم بمثل التعذيب من دون ذنب، فإنّ هذه المالكيّة تعني الجدة ولا تعني حقّ التعذيب والإيذاء، فلو افترضنا أنّ الأب كان هوالخالق الحقيقي للولد ولم يكن مجرّد مقدّمة إعدادية لخلقه، وقلنا: إنّ هذا يستوجب ملكه إيّاه أو جدته له، فهذا لا يبرّر للوجدان أن يحكم بجواز ضربه وإيذائه من قبل الأب بدون صدور ذنب منه، لا لشيء إلاّ لأنّ أباه خالقه أو مالكه.

وعلى أيّة حال فدليلنا على عدل الله سبحانه وتعالى هو نفس الدليلين اللذين أسلفناهما لإثبات صفة الصدق لكلام الله سبحانه، بل الصدق شعبة من شعب العدل وإثباته فرع من فروع إثبات العدل. فالدليل على العدل:

أوّلاً : أنّ الظلم نقص عظيم وخساسة ليس فوقها خساسة، ولا يكون ممن ثبت ببرهان الصدّيقين أنّه هو الوجود المستقل الكامل; لأنّ النقص لا يكون إلاّ بشوب الوجود بالحدود الماهويّة، وذلك لا يكون إلاّ في ما ليس وجوده ثابتاً بذاته.

ثانياً : أنّ الظلم لا يصدر من عاقل إلاّ بسبب الجهل بقبحه أو بسبب الإحساس بنقص يحتاج إلى تداركه بالظلم، وقد مضى إثبات علمه وقدرته واستغنائه وتنزّهه عن الجهل والحاجة.

فهذان الدليلان الوجدانيان يثبتان وجدانيّة عدل الله سبحانه وتعالى.

ومن الطريف أنّ بعض آيات العدل في القرآن الكريم تشير إلى دلالة الوجدان على ذلك كقوله تعالى:

اسم الکتاب : اُصول الدين المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست