من هنا إلى الفصل الثلاثين سُمِّي بالأخلاق، وقيل : الأخلاق مواريث المعاملات، فإنّ الأخلاق ملكات في النفس يصدر معها الأفعال من النفس محمودة بلا رويّة، فإذا تكرّرت المعاملات القلبية مع الله بالنيّات الصادقة ظهرت من دوام تكررها هيئات راسخة في النفس; لتنوّرها بنور القلب وصفائه الحاصل ببركة المعاملات، فيسهل عليه بسبب تلك الهيئات صدور الفضائل والخيرات عنها وسلوك الطريقة[1].
قال الله عزّوجلّ : ﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاق وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[2].