ذكر بعض أهل العرفان الكاذب المنحرف عن خطّ أهل البيت أنّ من بدايات السلوك إلى الله الالتزام الهادف بالسَماع; لأنّ السَماع ـ وهو الغناء ـ يحدو كلّ أحد إلى مقصده، فيؤثّر في نفس السالك إلى الله ـ أيضاً ـ في حدوه إلى مقصده الخاص به[1].
ومن المضحك استشهاده[2] لذلك بقوله تعالى: ﴿لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لاَسْمَعَهُمْ ...﴾[3].
في حين أ نّه لا علاقة للسماع بمعنى الغناء بسماع الخير والهداية، إلاّ توهّمه الذي ذكرناه آنفاً، وحتّى لو غضضنا النظر عمّا هو ثابت في فقه أهل البيت من حرمة الغناء نقول:
إنّ السَماع يحرّك في النفس الهواجس الكامنة تحريكاً لهويّاً، وليس السالك إلى الله مفنياً ومُنهيا لتلك الهواجس، وغاية ما يفترض بشأنه سيطرته عليها
[1] راجع منازل السائرين باب السَماع، وهو الباب العاشر من البدايات، وشرحه لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: 44.
[2] راجع منازل السائرين باب السَماع، وهو الباب العاشر من البدايات، وشرحه لكمال الدين عبدالرزاق الكاشاني: 44.
[3] السورة 8 ، الأنفال، الآية: 23.