اسم الکتاب : ولاية الأمر في عصر الغيبة المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 11
الأوّل : إلفات النظر إلى أنّ القوى والقدرات والطاقات الأوّليّة وزّعتعلى المجتمعات البشرية بصورة متساوية تقريباً من دون فرق بين المؤمنين والكافرين ، وليس من سنّة اللّه تعالى على وجه الأرض اختصاص أسباب الانتصار بالمجتمعات الكافرة وكون الإيمان ملازماً للضعف والانكسار ، ودعم ذلك ببعض الشواهد من القرآن الكريم .
والثاني : أ نّنا لئن شككنا في الإطلاقات المذكورة بحسب موازين الظهور الأوّليّ للكلام فإنّ أجواء المدرسة الإسلامية تساعد على تكميل الظهور الإطلاقي لتلك الأدلّة ، فإنّ المدرسة الإسلامية التي تشابك نظامها مع نظام الحكم والإدارة والسلطة حينما يأتي فيها الأمر ـ ضمن أجوائه هذه ـ بالجهاد والقتال وإعداد المستطاع من القوة ومن رباط الخيل ، وغير ذلك يُفهم منه الإطلاق لكلّ زمان وفق الفرص المؤاتية ظاهراً حسب الفهم الاجتماعيّ السليم .
وأمّا الشبهة القائلة بأنّ نفس غيبة الإمام المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه أكبر شاهد على عدم إمكان انتصار الحق بإقامة الحكم الإسلامي في هذه المدّة الزمنية ، إذ لو كانت إقامة الحكم الإسلامي ممكنةً وواجبة لكان أجدر الناس بها هو نفس الإمام المنتظر عجل اللّه فرجه ، وإنّما لم يظهر وظلّ غائباً طول هذه المدّة لعدم إمكان الانتصار . فقد أجاب المؤلّف دام ظله عن ذلك بأنه ليست هناك قرينة أو شاهد على أنّ فلسفة الغيبة وعلّتها هي العجز المطلق للمؤمنين عن إيجاد الحكم الإسلامي في أ يّة بقعة من بقاع الأرض وفي أ يّة فترة زمنيّة قبل ظهوره (عليه السلام) ، فإنّ ما أُشير إليه في الروايات بصدد تعليل غيبته (عليه السلام) من « مخافة القتل » أو « لكي لا تقع على عنقه بيعةٌ لطاغية » أو « لأجل امتحان الناس » أو « لأجل حكمة مجهولة »
اسم الکتاب : ولاية الأمر في عصر الغيبة المؤلف : الحائري، السيد كاظم الجزء : 1 صفحة : 11