responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتاوى الواضحة المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 811

الموضوعية للفرد مهما كانت دقيقةً وشاملةً لا يمكن عادةً أن تضمن الإحاطة بكلّ شيء واستيعاب كلّ واقعة .

والشعورالداخلي بالمسؤولية يحتاج ـ لكي يكون واقعاً عملياً حيّاً في حياة الإنسان ـ إلى إيمانه برقابة لا يعزب عن علمها مثقال ذرّة في الأرض ولا في السماء ، وإلى مِران عمليّ ينمو من خلاله هذا الشعور ويترسّخ بموجبه الإحساس بتلك الرقابة الشاملة .

والرقابة التي لا يعزب عن علمها مثقال ذرّة تتواجد في حياة الإنسان نتيجةً لارتباطه بالمطلق الحقّ العليم القدير الذي أحاط علمه بكلّ شيء ، فإنّ هذا الارتباط بنفسه يوفّر للإنسان هذه الرقابة ، ويهّيىء بذلك إمكانية نشوء الشعور الداخليّ بالمسؤولية .

والمِران العملي الذي ينمو من خلاله هذا الشعور الداخليّ بالمسؤولية يتحقّق عن طريق الممارسات العبادية ; لأنّ العبادة واجب غيبي ، ونقصد بكونها واجباً غيبياً : أنّ ضبطها بالمراقبة من خارج أمر مستحيل ، فلا يمكن أن تنجح أيّ إجراءات خارجية لغرض الإتيان بها ; لأ نّها متقوّمة بالقصد النفسي والربط الروحي للعمل بالله ، وهذا أمر لا يدخل في حساب الرقابة الموضوعية من خارج ، ولا يمكن لأيّ إجراء قانونيّ أن يكفل تحقيقه . وإنّما الرقابة الوحيدة الممكنة في هذا المجال هي الرقابة الناتجة عن الارتباط بالمطلق بالغيب ، الذي لا يعزب عن علمه شيء . والضمان الوحيد الممكن عن هذا الصعيد هو الشعور الداخلي بالمسؤولية .

وهذا يعني أنّ الإنسان الذي يمارس العبادة يباشر واجباً يختلف عن أيّ واجب أو مشروع اجتماعيّ آخر ، فحين يقترض ويوفي الدين ، أو حين يعقد صفقةً وينفّذ شروطها ، وحين يستعير مالا من غيره ثمّ يعيده إليه يباشر بذلك واجباً

اسم الکتاب : الفتاوى الواضحة المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 811
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست