responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتاوى الواضحة المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 52

تفسّر الحياة والإحساس والفكر بأ نّها أشكال من التجميع والتوزيع للأجسام والجسيمات لا أكثر ، فلا يحدث من خلالها شيء جديد سوى حركة الأجزاء وفقاً لقوى ميكانيكية .

وأمّا المادية الحديثة فهي لإيمانها بالتطوّر النوعي والكيفي للمادة من خلال هذه الأشكال تواجه إحراجاً في هذا الدليل ، غير أ نّها اختارت اُسلوباً في تفسير هذا التطوّر الكيفي توفّق فيه بين القضية الثانية المتقدّمة ورغبتها في الاكتفاء بالمادة وحدها كتفسير لكلّ تطوّراتها ، وهذا الاُسلوب هو : أنّ المادة هي مصدر العطاء ، وهي التي تموّن عملية التطوّر الكيفي ، ولكن لا كما يموّن الفقير المشاريع الرأسمالية لكي يتعارض مع القضية الثانية المتقدّمة ، بل إنّ ذلك يتمّ على أساس أنّ كلّ أشكال التطور ومحتوياته موجودة في المادة منذ البدء ، فالدجاجة موجودة في البيضة ، والغاز موجود في الماء ، وهكذا .

أمّا كيف تكون المادة في وقت واحد بيضةً ودجاجةً ، أو ماءً وغازاً ؟ فتجيب المادية الجدلية على ذلك بأنّ هذا تناقض ، والتناقض هو قانون الطبيعة العامّ ، فكلّ شيء يحتوي على نقيضه ـ ضدّه ـ في أحشائه ، وهو في صراع مستمرّ مع هذا النقيض ، وبهذا الصراع بين النقيضين ينمو النقيض الداخلي حتى يبرز ويحقّق تحوّلا في المادة ، كالبيضة تنفجر في لحظة معينة ويبرز فرخ الدجاجة من داخلها ، وعن هذا الطريق تتكامل المادة باستمرار ; لأنّ النقيض الذي يبرز من خلال الصراع يمثّل المستقبل ، أي خطوة إلى الأمام .

ونلاحظ على ذلك ما يلي :

أنّ المادية الحديثة ماذا تقصد بالضبط من أنّ الشيء يحتوي على نقيضه أو ضدّه ؟ وعلى التحديد : أيّ المعاني التالية هو المقصود ؟

1 ـ فهل يراد بذلك أنّ البيضة وفرخ الدجاجة نقيضان أو ضدّان ، وأنّ البيضة

اسم الکتاب : الفتاوى الواضحة المؤلف : الحائري، السيد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست