responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 47

وعند انتهاء طواف الوداع المسمّى بطواف النساء وفي اللحظات الأخيرة لاحظت ذلك الرجل اللاأباليّ قد تغيّر حاله، فراح يبكي وينتحب انتحاباً شديداً، فاجتمع الناس حوله، فحاولت أن أهدّئه ولكني لم استطع فبقي على حاله هذه فترة طويلة حتّى هدأ شيئاً فشيئاً، ففكرت في نفسي قائلًا: يا سبحانه الله! لقد كان لحظة صعقة بنور الله أوقظت روحه وضميره.

وهكذا الحال بالنسبة لنا، فيجب علينا أن لا نيأس من روح الله، علّ مثل تلك الصعقة الربانية أن تدركنا فتوقظ فينا الضمير والروح، وعسى أن تهبط علينا وترسل موجة من أمواج النور الالهيّ فننقلب برحمة من الله على أوضاعنا التي كنا عليها بالأمس، ولا يكون ذلك إلّا بالإخلاص وعقد العزم على ولوج طريق التوبة، فتبدأ مثلًا من هذه البصيرة، التي قالها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:" أنت كما أحبُّ فاجعلني كما تحبُّ". [1]

فحاول أن توصل نفسك الى مرحلة العزيمة والثقة في تغيير ما في نفسك وكما يريد الله منك وهو معينك لا محالة: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (العنكبوت/ 69).

محور سورة الروم

أمّا المحور الذي تدور حوله سورة الروم بآياتها المباركة؛ فهو كون الأمور جميعاً بيد الله، يفعل بها ما يشاء: لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (الروم/ 4)، فالله سبحانه هو مقلّب القلوب والأحوال، وهو الذي يقرّب الإنسان منه ويدينه إليه أو يبعده عنه ويقضيه، ولعلّ أحداً منا لا يجهل


[1] بحار الأنوار، ج 91، ص 92.

اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست