responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43

وهكذا الحال بالنسبة الى الذين ملكوا وحكموا من قبل، فما الذي وجدوه؟ فمنهم من أصبح ملكاً لروسيا وآخر لأميركا، وها هي مذكراتهم تنطق بأحوالهم، فهذا أحدهم يقول: إن عيني لم تر النوم لستة أشهر بسبب ما عانيته من هموم ومشاكل شتّى حتى وصلت الى ما وصلت إليه من ملك ومال وجاه وعظمةً، لكن هذه المظاهر المادية جمعها على حساب راحته وسعادته، فقضى شبابه بالكد والسهر والتعب والهموم والمشاكل.

الشكر يوجب الزيادة

ومن الظواهر التي تكاد تمثّل سنّة إلهية أن الله تعالى حين يعطي شيئاً فإنّ هذا العطاء يكون سبباً في انتقاص شيء مقابله إن لم يكن هناك الشكر؛ فقد يعطي سبحانه نعمة المال الوفير لكنّ هذا المال إن لم يؤدَّ حق الله وحق الناس فيه فيخمّس ويزكّى فانّ لذة الاستمتاع به سوف تنغّص بأمر يحدث أو يساور الإنسان فعندئذ تذهب ذلك المال، فالتاجر- مثلًا- حين لا يوفي الناس حقوقهم فيحتكر ويبيع بأسعار فاحشة ويتركز همّه على جمع الأموال فإنه سيحرم وبسبب الطمع من نعمة النوم والاستقرار الفكريّ، فتراه يعمل نهاراً دون انقطاع، ويعيش ليله في حسابات لا طائل من ورائها، وإذا بالنوم يفرّ من عينيه، والأرق يسيطر عليه ويعكّر راحته وصفوه!

إنّ الإنسان- وبدافع من طمعه وجشعه- يظلّ يأمل ويحلم بالكثير حيث يزيّن له الشيطان سيّء أخلاقه وآماله، وحين يرجع هذا الإنسان الى نفسه، ويعجب لحال الذل الذي آل إليه إذا بملك الموت يقف أماماه ليسترد منه الأمانة وحينئذ لا ينفع الندم إذ الأوان قد فات والآمال

اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست