responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35

فكم من النعم والخيرات والبركات التي أنعم الله بها علينا كما يقول تعالى: وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ (ابراهيم/ 34) لو فقدنا واحدة منها لتحوّلت حياتنا الى ألم وفاقة لا ينقطعان، وذلك خزي محيط بنا والعياذ بالله-.

وتعتبر نعمة البصر من تلك النعم التي لا تحصى، فانظروا وتأمّلوا كم هي عظيمة، وكيف أنّ الحياة ستفقد طعمها وقيمتها إن هي فقدت، وقد قال لي أحد الذين حُرموا من هذه النعمة: لولا انّ الانتحار حرام لفضّلته على هذه الحياة وأنا لا أعرف تعبيراً أبلغ من هذا يظهر قيمة هذه النعمة العظيمة وفضله الكبير- سبحانه- في منحها لنا. وأنت لو نظرت في ملامح الرجل الضرير وتقاسيم وجهه بدقّة للاحظت فيه آثاراً من الذلّة، لعلّ أولى علائمها احتياجه لمن يقوده ويهديه.

النكران وقلّة الشكر

ومع ذلك كله؛ ترى عظم نكراننا، وقلّة شكرنا إن كان هناك شكر، وقلّة حمدنا إن وفّقنا لهذا الحمد. والأنكى من ذلك جرأتنا على الله تعالى في كثير من أفعالنا وأقوالنا، والحمد لله حمداً لا ينقطع إذ عاملنا بالفضل ولم يعاملنا بالعدل، وإلّا فنحن لا نستحقّ حتى هذا الهواء الذي نتنفّسه.

أفليس الأولى بنا أن ننظر الى هؤلاء الذين من حولنا من المعوّقين الذين يستشعرون الذلّ والحاجة لمن يعيش معهم، تُرى ما الذي يجول في خاطر كسيح الرجلين واليدين وهو يرى الناس رجالًا ونساءً وأطفالًا يسيرون بسهولة، ويأكلون ويشربون ويكتبون ويعملون بأيديهم بدون أي حرج أو حاجة إلى مُعين؟ لو فكّرنا بما يدور في خاطر هذا المعوّق لعرفنا قيمة النعمة العظيمة التي نرفل فيها.

اسم الکتاب : ليلة القدر معراج الصالحين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست