responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكم الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 220

متواضعاً، لئلّا تدخل الهيبة المصطنعة في قلوب المحتاجين، فلا يستطيعون التعبير عن حاجتهم، وبالتالي تنتفي العلّة من الحضور بين يديه. فإذا رأى الفقير أو ذو الحاجة جنوداً وشَرَطة وحرّاساً وسيوفاً لامعة، أحسّ في نفسه الضعة والخوف، فلا يبقى أمامه حينذاك غير ابتلاع كلماته ..

ومن هنا، ينبغي على الوالي أن يُبعد كل مظاهر الرهبة، وينحي عن ذي الحاجة كل وسائل الكبت، ليتكلّم فيه المحتاج بكل طلاقة واطمئنان إلى أن كلامه سيجد أُذناً صاغية وقلبٍ واعٍ لدى الوالي.

والتواضع المطلوب هذا هو الذي يدفع بأُذن الوالي إلى الإصغاء، وبقلبه إلى الوعي والإقبال. في حين أن تواجد الحرس والشرطة والكتبة وغيرهم حوله لدى حضور الفقير، يترك أثراً سلبياً في نفس الوالي، حيث لعلّه يستشعر في تلك الأجواء شيئاً من الاستعلاء والزهو .. والفقير يواجهه بكل مسكنة واحتياج ..

والأمة التي لا تحترم ذوي الحاجات ولا تلبي مطالبهم أي أنّ الأمة التي تحوي فقراء ومحتاجين بسبب عدم احترامهم وتلبية حاجاتهم تلك أمة غير جديرة بالاحترام من قبل سائر الأمم، وبالتالي فلعلّها تتحوّل إلى هدف سهل لمن سواها.

ثم إنّ الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، وبإصداره هذه التعاليم إنما يريد تكريس حقيقة النظر إلى المسلمين كجسد واحد، والتأكيد

اسم الکتاب : الحكم الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست