responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 84

فولاه مكة والمدينة والحجاز واليمن واليمامة، ثم ولاه الكوفة والبصرة وبلاد الشرق، بل وخراسان وغيرها، وترك له المجال مفتوحاً بأن يعيث فساداً في الدولة الاسلامية شرقاً وغرباً.

" لقد أحصي من قتله (الحجاج) صبرا سوى من قتل في عساكره وحروبه، فوجد مائة وعشرين الفا، ومات الحجاج وفي حبسه خمسون الف رجل، وثلاثون الف امرأة، منهن ستة عشر الفاً مجردة، وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب" [1].

هذا الرجل نصبه الملك العادل والخليفة الحكيم والعالم عبد الملك بن مروان، كما يقول المؤرخون المتزلفون وبهذا المقياس يمكن التعرف على سائر ملوك بني امية، ومنهم على سبيل المثال، الوليد بن عبد الملك الذي جمع الكثير من الخصيان في قصره، حيث يقول المؤرخون انها الخطة الرذيلة التي كانت في بيت الوليد بن عبد الملك والتي انتشرت عند الكثير من قيادات الجيش.

وهذا ان دلّ على شيء فانما يدل على ان الوليد كان مصاباً بالشذوذ الجنسي، وان هذا الشذوذ انتشر الى سائر اصحابه وقواده. اما يزيد ابن الوليد فامره اشهر من ان يذكر، فقد مات في شبابه لان عشيقته حبّابة الذي كان شغوفاً بحبها توفيت، فاقام اياما لا يدفنها حزنا عليها حتى جيفت فقيل له: ان الناس يتحدثون بجزعك، وان الخلافة تجّل عن ذلك، فقام بدفنها واقام على قبرها وبعدها بايام قلائل مات، ولقد كان يبكي على" حبابة" بكاء مريرا، يقول المؤرخون:

" كان يزيد ذات يوم في مجلس، وقد غنّته حبابة وسلّامة، فطرب طرباً شديدا ثم قال: اريد ان اطير فقالت له حبابة: يا مولاي فألى من تدع الامة وتدعنا. [2]


[1] مروج الذهب/ ج 3/ ص 166.

[2] نفس المصدر/ ج 3/ ص 199.

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست