responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 247

من ابوه ابي ومولاه مولا


ي إذا ضامني البعيد القصي

لفَّ عرقي بعرقه سيدا النا


س جميعا محمد وعلي


ان الشريف الرضي يفتخر بأبياته هذه بأن هناك حكما علوياً في مصر، فكيف يحمل الضيم في بلاد الخليفة القادر العباسي (بلاد الاعادي).

ولما سمع الخليفة العباسي هذه الابيات طلب من الشريف المرتضى وهو الاخ الاكبر للشريف الرضي ان يتراجع اخوه عن هذه الابيات، التي فضح فيها خطط العباسيين في تشويه نسب الخلفاء الفاطميين [1] واطمعه في تنفيذ جميع مطالب ورغبات الشريف الرضي.

اننا نجد الخليفة العباسي يتعامل مع رموز الرساليين بهذه الصورة بينما نجد العباسيين من قبل في ايام هارون الرشيد يقتلون في ليلة واحدة ستين طالبيا، ويلقون بالأمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في السجن لسنوات عديدة، فهل اصبح القادر العباسي متدينا زاهدا ومؤمنا، وورعا بينما، هارون لم يكن كذلك؟ كلا.

فالقضية ان هؤلاء كانوا يخافون من ذلك الحكم القائم بمصر، الذي كان يبث دعاته في كافة البلاد الاسلامية فخوفا من ذلك الحكم ومن ميل الناس إليه، كانوا يعطون الحرية للشريف الرضي ولخطه الفكري المتحرر، ومن هنا نجد انه يحضر درس الشريف المرتضى عدد هائل من الناس، وعندما توفي حضر جنازته آلاف المشيعين.

ان قادة الحركة الرسالية وصلوا الى هذا المستوى من الحرية في عاصمة الخلافة العباسية، لأن الحكم الفاطمي كان يراقب العباسيين عن كثب، فنتيجة الحكم الفاطمي والحركة الاسماعيلية في التاريخ، اعطى العباسيون الحرية للحركة الرسالية ونحن مدينون لهذه الحركة.


[1] " كتب العباسيون سنة 402 ه- محضراً بامر القادر العباسي يتضمن القدح في نسب العلويين خلفاء مصر" تاريخ ابي الفداء ج 2 ص 142).

ويقول المقريزي في خططه (ج 2 ص 170):" وكتب (ايضا) محاضر في بغداد سنة 444 ه- بالقدح في نسب الخلفاء المصريين ونفيهم من الانتساب لعلي بن ابي طالب وسيّرت في الافاق".

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست