responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 213

فلما جاء الغد بكَّر محمد الى الفضل ليشكره على ذلك فوجده قد بكَّر من باب آخر، ومضى الى دار ابيه فمضى محمد اليه، فلما علم بذلك خرج من باب آخر ومَضى الى داره فمضى محمد اليه واجتمع به وشكره وقال له:" انيِّ بكَّرت اليك لاشكرك على احسانك.

فقال الفضل:" اني فكرت في امرك فرأيت ان هذه الالف الف التي حملتها امس اليك تقضي بها دينك، ثم تحتاج فتقترض وبعد قليل يعلوك مثلها، فبكرت الى امير المؤمنين وعرضت عليه حالك واخذت لك مائة الف الف درهم اخرى، وكذلك فعلت لما حضرت انت الى باب ابي لأني ما كنت اؤثر ان ألقاك حتى يحمل المال الى منزلك وقد حمل ثلاثة ملايين درهم الى دار محمد بن ابراهيم في ذلك النهار" [1].

ماذا تعني هذه القصة التي ذكرها المؤرخون؟ انها تعني:

اولًا: ان الوضع الذي كان يعيشه المسلمون في ايام الرشيد كان وضعا متميزا بزيادة الموارد المالية، وبتكدس الثروات الطائلة في ايدي معدودة جدا من البيت العباسي واصاحبهم البرامكة والمنتفعين من النظام العباسي.

ثانياً: ان هذه المجموعة الصغيرة من المتربعين على الكراسي كانوا يتلاعبون باموال الناس كما يتلاعب الصبيان بالكرة.

وبتعبير آخر كانوا يتلاعبون بمصير امة لا تغرب عنها الشمس، ويتلاعبون بقوت اناس دخلوا الاسلام لكي يتخلصوا من جور الطغاة الكفرة، فرأوا ان الحكام المسلمين ليسوا بأفضل من غيرهم.

هناك رجل اسمه الوليد بن الطريف الشاري الشيباني، ثار سنة- 187 ه-- في منطقة تسمى نصيبين ثم في ارمينية ثم آذربايجان. وهذه المناطق كانت واحدة من الناحية الادارية، فقتل والي نصيبين التي كانت المركز الاداري لهذه المقاطعة وأخذ


[1] الفخري/ ص 185.

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست